أعلن وضاح خنفر استقالته رسميّاً، بعد ثمانية أعوام أمضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها الى العاملين في المحطة، وذلك على خلفية تسريب موقع "ويكيليكس"
أعلن
وضاح خنفر استقالته رسميّاً، بعد ثمانية أعوام أمضاها في منصبه، وذلك في رسالة
وجهها الى العاملين في المحطة، وذلك على خلفية تسريب موقع "ويكيليكس"
برقية سرية تفضح العلاقة بين المدير العام للقناة ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية.
وجاء في رسالة وجهها خنفر إلى العاملين بالقناة على موقع "تويتر"
للتواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول "كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة
منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكوراً
رغبتي هذه".
وقد أفادت مصادر مطلعة في "الجزيرة" أنه تم تعيين الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وهو
مدير مؤسسة قطر للغاز، مديراً عاماً لشبكة الجزيرة خلفا لخنفر.
وقال خنفر نفسه إن سبب الاستقالة يعود إلى أنه قدم "كل ما لديه"
خلال 8 سنوات في المنصب، وأضاف أن قراره جاء "إفساحا للمجال أمام قيادات جديدة
لتولي المسؤولية". وأكد خنفر رسالته مؤكداً أن "الجزيرة قوية بمنهجها وثابتة
بانتماء أبنائها(...) لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول
تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحاً لرؤى جديدة، واستجلاباً لأفكار مبدعة".
و نشر موقع "ويكليكس" المشهور وثائق جديدة تتعلق بتعاون مدير
شبكة قناة "الجزيرة" وضاح خنفر مع الاستخبارات العسكرية الأمريكية يتعلق
بماهية الاخبار التي تنشرها القناة القطرية، اذ كانت ترسل له برقيات شهرية تحمل ملاحظاتها
على بعض الاخبار التي تنشرها القناة والتي تثير قلق الحانب الامريكي ، كما كشفت الوثائق
عن مقابلة جرت بين وضاح خنفر ومسؤول الشؤون العامة في الاستخبارات العسكرية الامريكية
وذلك بمقر السفارة الأمريكية بالدوحة يوم 19 أكتوبر/تشرين الاول عام 2005.
وبينت الوثائق ان وضاح خنفر بحث مع مسؤول الاستخبارات العسكرية
"DIA" المواضيع المقلقة المنشورة في موقع القناة وان خنفر أحضر ردا
مكتوبا على البنود المذكورة في التقارير المرسلة
له في اشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من عام 2005، وانه تعهد بتقديم ردود مكتوبة
اخرى ردا على دواعي القلق الامركي مؤكدا للمسؤول أن أحدث المواضيع التي تثير قلق واشنطن
في موقع القناة قد تم تشذيبها وتهدئة لهجتها وانه سوف يزيلها خلال يومين او ثلاثة.
واشارت الوثائق الى ان المسؤول الامريكي اشتكى لخنفر من بث القناة في شهر سبتمبر/ايلول من ذلك العام
انباء مزعجة معتبرا انه مازالت هناك مشاكل فيما يتعلق بازدواجية المصادر في العراق
واستخدام الاشرطة التي تتحدث خلالها شخصيات تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية بالاضافة
الى نشر صور تظهر اراقة الدماء.
وبرر خنفر ذلك بان قناة
"الجزيرة" لا تستطيع موازنة تعليق او موقف صدر عن شخص واحد ضد الولايات المتحدة
فورا ولكنها ستعوض ذلك فيما بعد في نفس البرنامج او خلال نفس الفترة.
كما اكد انه لا يسمح لأي موظف في القناة باستخدام لغة مشحونة ضد الولايات
المتحدة.
وذكر موقع ويكليكس" في الوثائق ان المسؤول الأمريكي عبر كذلك عن
انزعاج بلاده من بعض التغطيات الإخبارية الخاصة بالعراق، قائلا، "نرى على الموقع
صورة أوراق ملطخة بالدماء ومثقبة بالرصاص، ويضغط المشاهد على ثقوب الرصاص للوصول إلى
شهود عيان مفترضين يصفون العمليات العسكرية الأخيرة بالبشعة في العراق".
ورد ختفر على ذلك قائلا: "أنه بناء على وعد سابق منه لمسؤول الشؤون
العامة، فقد اطلع على الموضوع وأزال صورتين" تخصان طفلين مصابين على أسرة المستشفى
وامرأة مصابة في وجهها إصابة بالغة.
كما تعهد بازالة شهادة طبيب في
التغطية تشير إلى استخدام القوات الامريكية غازا ساما ضد السكان في مدينة تلعفر العراقية
بسبب اعتبار المسؤول ان "شكل الموضوع يشير الى صحافة محرضة ومثيرة للتساؤل".
وذكرت الوثائق أن خنفر طلب من المشرفين على موقع الجزيرة ارسال مسودات
للمواد التي ينوون نشرها اليه قبل نشرها.
وأكد خنفر للمسؤول الامني الامريكي "لا أقول إن مثل هذه الأشياء
لن تتكرر على الموقع، ولكنها عملية تعلم مستمرة".
وتشير الوثائق إلى طلب خنفر الاتفاق على طريقة معينة لإرسال برقيات مكتب
الاستخبارات الأمريكية اليه وذلك لانه (خنفر)
وجد احداها في جهاز الفاكس مما قد يسهل إطلاع الآخرين في القناة عليها.
المصدر: وكالات