بلاغ الى الشعب الكردي والاحزاب الكردية في سورية

هل  لديكم علم بما يحدث باسمكم في لندن

وصلتني نشرة تحمل اسم (اللجنة الكردية السورية في بريطانيا من اجل دعم الثورة السورية) وتدعوا الكرد السوريون في بريطانيا الى التظاهر امام السفارة السورية في لندن يوم الخميس القادم 8-9-2011 الساعة الثانية بعد الظهر وذلك من اجل المطالبة بالفدرالية للشعب الكردي في سوريا والدعم لها.

حقيقة الامر هو انه اثناء الاجتماع الاول للمعارضة السورية في لندن بتاريخ 14-3-2011 شددت الاحزاب العربية والكردية المجتمعة على تاسيس مظاهرة مستديمة امام السفارة السورية في لندن والتي اخذت طابع الاستمرارية  في كل سبت من كل اسبوع منذ السبت 19-3-2011 والى يومنا هذا وقد شاركت فيها منذ البدء كاحد المؤسسين لها وبقيت الناشط الكردي الوحيد فيها بالمشاركة مع الاخوة من النشطاء العرب السوريين. بعد اربعة اشهر من نشاط المظاهرة علمت ان بعض الكرد يحاولون تشكيل لجنة لدعمها وعند التدقيق تبين ان الاطراف المشاركة في اللجنة هم ممثلوا كل من الاحزاب الكردية السورية, الوحدة الديمقراطي (يكيتي), والاتحاد الديمقراطي ب ي د, يكيتي كردي, وبعض ممن يسمون انفسهم "المستقلون" وحينها عرض عليّ المشاركة فيها فامتنعت ولم يشارك فيها ايضا كل من ممثلي الاحزاب الكردية السورية الاخرى, الحزب الديمقراطي التقدمي  والبارتي الديمقراطي جناح ع.ح. بشار وحزب يكيتي كردستاني, كون اللجنة منذ تشكيلها دارت حولها الشبهات بسبب آلية تشكيلها بشكل ارتجالي لامسؤول وتعيين اشخاص فيها منبوذة كرديا وعربيا وبات واضحا فيما بعد ان اللجنة يشارك فيها الكردي المناضل النزيه المشهود له, والمتطفل السياسي الوصولي, وكذلك الجاهل الشبيح والعامل في خدمة الاجهزة الامنية السورية وهذا الاخير اقوله وادعمه بشهادة كل احزاب المعارضة العربية والكردية السورية في بريطانيا التي حضرت اجتماعات المعارضة السورية والتي كنت اقوم بتنسيقها وادارتها. حقيقة اللجنة لم تسلم ايضا من سخرية نشطاء المظاهرة لها والتي سموها بلجنة "الاقتصاد والمال" وعندما سألتهم لماذا هذه التسمية اجابوني (هل نحن بحاجة الى مثل هذه اللجنة التي شكلها بعض الاكراد والذين يظنون ان الاتحاد الاوروبي ستقوم بدعم المعارضة السورية ومنها نشاطها التظاهري بالمال... ؟  ولا يوجد في اللجنة شخص واحد قادر على ان يعبّر جملة واحدة وينشّط ويفعّل المظاهرة ونعرف اشخاصها مسبقا كانوا ياتون كما الآن حيث يقفون على جوانب المظاهرة ويقصون احاديثهم الجانبية ). هذا وقد يسال سائل لماذا تناول هذه اللجنة واعطائها اهمية ما, واجيب كونها تشكلت تحت اسم دعم المظاهرة في لندن وهي لم تقدم حتى الان اي شيء يذكر للمظاهرة بل تمادت وتدخلت بشكل مشبوه في الشان السياسي الكردي الذي ليس من اختصاصها وتطاولت على حقوق الملايين من الكرد السوريين الذين لم يخولوها بالنطق باسمهم, ومع هذا اقول انه لمن الجميل ان يطالب المرء بحقه لكن من اجل ضمان احقاقه والحفاظ عليه على المرء ان ياخذ معاني الكلمات الاربع التالية كمصطلحات سياسية بعين الاعتبار, لماذا, كيف, متى, اين, وبما ان حقوق الشعوب المضطهدة مسبقا معرّفة ومعترفة بها حسب القوانين السماوية والوضعية اذا لكل شعب مضطهد الحق في تقرير مصيره بيده  وحق تقرير المصير هذا له اشكال ومصطلحات متعددة مثل المطالبة بالادارة المحلية او الادارة الذاتية, الحكم الذاتي , الفدرالية, الكونفدرالية, الاستقلال, وكل شعب مضطهد في العالم عادة يختار بالاتفاق مع قيادته احداها وفق قاعدة,  لماذا, كيف, متى, اين, اي يراها مناسبا لوضعه الذي هو عليه ويطرحها وفق ظروفه المرحلية, وامكانياته الملموسة المعاشة وامكانيات خصمه وفق استقراء الواقع والمعطيات المتوفرة لديه, وياخذ بالحسبان الظروف المحلية والاقليمية والدولية المساعدة, وبما ان المضطَهَدُ عادة يطرق باب المضطَهِدِ له عندما يطالب بحقوقه فعقر دار الطرفين هو افضل مكان للطرح هذا اذا لم يتعذر الامر. اما بالنسبة لنا نحن الشعب الكردي في سوريا في حال اختيار اي شكل من اشكال حق تقرير المصير لنا فهي من واجب قيادات احزابنا السياسية الكردية ان تقوم بطرح هكذا مشروع على بساط البحث والدراسة بين قواعدها الحزبية وبين عموم الشعب الكردي ومن ثم تجري الاستفتاء عليه وبعدها تقوم بتشكيل لجنة منتخبة ذات ثقة وجدارة من الحقوقيين والسياسيين والمثقفين وتسلمها نتيجة الاستفتاء وهي بدورها ستاخذها الى دار الخصم وستطرحها تحت قبة البرلمان البعثي السوري الحالي او البرلمان القادم ما بعد مرحلة سقوط النظام البعثي الاستعماري لسوريا. والدلائل الحالية والمعطيات الملموسة على الساحة الكردية السورية تؤكد بان الاحزاب الكردية  مجتمعة ليس لديها القدرة حتى الان على تشكيل مجلس وطني لها لتوحيد كلمتها فكيف لها اذا التهيء للقيام بهكذا مشروع حاليا ؟ لكن الملفت للنظر ان تشتت الاحزاب الكردية السورية وضياعها في معمعة الانانية المفرطة وجعجعة الاقلية المتسلطة قد تؤدي الى ظهور مجموعات من جماعات " الخُردة والفراطة " التي تحب الظهور والبهرجة على اكتاف شعبها ولا تملك اي المام بالطرح السياسي  وتحاول اخذ دور الاحزاب والمتاجرة بالقضية الكردية, وما الطرح الذي يسوّق له تلك اللجنة الآنفة الذكر حاليا ليس الا دليل على ذلك وهو يشبه الى حد بعيد الطرح الذي سوّق له منذ سنوات هنا في لندن من قبل اناس شبه مجهولين من الشعب الكردي في سوريا حيث قالوا على الورق انهم شكلوا حكومة اقليم كردستان سوريا او حكومة غربي كردستان  والتي بقيت هي ووزرائها ووزاراتها وهمية ثم اصدروا بيانا تطالب باستقلال سوريا واخذوا بها الى سوق النخاسة السياسية للتجارة بها والتقى رئيسهم فيما بعد بالمجرم السوري الهارب من وجه العدالة اللص الملياردير رفعت الاسد لكي يحصل منه على بعض فتات الموائد ثم انتقل فيما بعد الى ليبيا ليلتقي بالرئيس الليبي الساقط  معمر القذافي وياخذ معه بعض الصور التذكارية ويحصل منه على مبلغ قيّم من المال ويعود به ويشتري لأولاده محلات تجارية هنا في لندن وكل هذا حدث باسم الشعب الكردي في سوريا وعلى حسابه, اما بيان الاستقلال الوهمي استفاد منه النظام السوري واجهزته القمعية السرية وكذلك قوى المعارضة العربية السورية وارادوا اظهار الكرد السوريون امام الراي الآخر بانهم انفصاليون, علما ان الاحزاب السياسية الكردية السورية ليس لها علاقة بمثل تلك الطروحات وهي معروفة باتزان طرحها السياسي وبرامجها السياسية تؤكد ذلك ولست هنا في موقع الدفاع عنها, بل اقول انها قاصرة ومقصّرة وتمر بازمة الفكر والثقافة السياسية الكردية  وينقصها حضور المفكر والمثقف والكادر السياسي الكاريزمي وهذا الاخير ان وجد بين صفوفها او خارجها يتعرض بشكل عشوائي للمضايقات والتشهير من قبل الهمج الوصولي والاناني المشبوه داخل تلك الاحزاب. اعود هنا مرة اخرى الى اللجنة الآنفة الذكر وطرحها للفدرالية باسمنا ونحن كشعب كردي نجهله ولم نستشر به لكن ترى هل الاحزاب الكردية السورية على اطلاع به ؟ واذا كان الجواب نعم, ترى لماذا لاتاخذ  المشروع وتطرحه على النظام السوري الحالي في دمشق وهي لها علاقات مسبقة معه وكذلك لها علاقات مع المعارضة العربية السورية ولماذا لم تطرح المشروع عليها من ذي قبل تحت قبة لجنة اعلان دمشق للتغيير او تحت قبة جبهة الخلاص...؟ بكل صراحة طرح الموضوع الآن وبهذا الاسلوب هو موقع شك ومشبوه الى حد بعيد كونه سيؤثر سلبا على وضع المعارضة السورية سواء على الصعيد الكردي الكردي او العربي الكردي, وبما ان الاعمال تقاس عادة بنتائجها فالنتيجة حتما ستخدم بشكل مباشر النظام الحالي الحاكم في سوريا ؟؟؟؟ اما من الناحية الاخلاقية فالطرح له اساءة واضحة الى مشاعر الشعب الكردي في سوريا الذي لم يستشر بالامر والاحزاب الكردية السورية كلها لاتشكل خمسة بالمائة من مجموعه وهذا يعني ان اكثر من ثلاثة ملايين كردي سوري غفل عن الامر, وهنا اتقدم الى  قيادات الاحزاب التي ممثلوها يشاركون في تلك اللجنة, الاساتذة  المناضلون الافاضل, محي الدين شيح آلي, محمد صالح مسلم, فؤاد عليكو, الذين اكن لهم ولاحزابهم كل التقدير واسألهم, أو ليس هكذا طرح من قبل ممثليات احزابكم في لندن  بعيدا عن مشاورة باقي الاحزاب الكردية والشعب الكردي في سوريا تصغيير وتحقير بل تمييع ونهي لصفة القدسية عن حقوق شعبنا كون طرحه بهذا الاسلوب الرخيص يتحول مثله كمثل اي لعبة شعبية, كلعبة شدة الورق التي يمكن لاي شخص ما ان يتناولها ويلعب بها في مقاهي عفرين او كوباني او قامشلو ؟.

اللهم اني بلغت الامر الى من يهمهم الامر وليس قصدي من وراء ذلك سوى اعلام الغافل بالامر وتقديم نقد بناء الى ذوي الشأن وليست غايتي الاساءة لاحد ما, او حزب سياسي ما, اما وان اعتبر طرف ما ماكتبته هجوم واهانة له, فاني اقول بصريح العبارة ذاك سيسعدني جدا وسيسجل لي وللشعب الكردي انتصار ساحق على كل من تصرّف بحقوقنا باسلوب القرصنة ومن دون استئذان.

د. آلان عثمان

         alanasman@hotmail.co.uk        لندن   6-9-2011