نحو نصف سكان دمشق وريفها يسكنون عشوائيات
الثلاثاء 11 آب / أغسطس 2009, 15:28
كورداونلاين

مدينة دمشق مصممة لتستوعب من 1.5 إلى 2 مليون ساكن، فيما يقطنها حالياً أكثر من 5 مليون نسمة. مما ينعكس على مستوى الخدمات والطرق والبنية التحتية غير القادرة على تخديم وتوفير المتطلبات الأساسية لعدد كبير من السكان
دمشق (11 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قدّرت أوساط سورية مختصة عدد سكان دمشق وريفها الذين يشغلون مناطق السكن العشوائي المخالف بنحو 45% من السكان المقدر عددهم بـ 5 ملايين، أي ما يقارب من 2.25 مليون شخص يعيشون في مناطق عشوائية مخالفة بكل المقاييس
وكان وزير الإدارة المحلية السوري أشار قبل أيام إلى أن أكثر من 35% من سكان المدن الكبيرة يسكنون في المناطق العشوائية، موضحاً أن ثمانين بالمائة إلى تسعين بالمائة من سكان هذه المناطق هم من أصحاب الدخل المحدود
وتشير الدراسات الحكومية الأخرى إلى وجود 42 منطقة مخالفات في دمشق وريفها على الأقل، موزعة على مساحة تزيد عن 15 ألف هكتار. ويقدّر خبراء حجم التزايد في مناطق السكن غير النظامي في سورية بأنها تزايدت أربعمائة بالمائة خلال السنوات العشر الأخيرة
ووفقاً للدكتور عادل فقير فإن السكن العشوائي المخالف هو "تجمعات سكنية غير مرخصة ومخالفة للمخططات التنظيمية، وتتركز في معظم مناطق دمشق ومحيطها، حتى أن بعض الأحياء الراقية كالمزة وكفرسوسة لا تخلو من تجمعات سكنية عشوائية على أطرافها، ليقترب بعضاً من هذه المناطق لشكل مدن الصفيح المحاورة لأفخر وأغنى المناطق" حسب تعبيره
تشير الدراسات التي قامت بها هيئات تنموية إلى أن مدينة دمشق مصممة لتستوعب من 1.5 إلى 2 مليون ساكن، فيما يقطنها حالياً أكثر من 5 مليون نسمة. مما ينعكس على مستوى الخدمات والطرق والبنية التحتية غير القادرة على تخديم وتوفير المتطلبات الأساسية لعدد كبير من السكان
ويشار إلى أن العشوائيات في سورية عموماً ودمشق خصوصاً بدأت منتصف الخمسينات في مناطق محددة ومحصورة، وازداد عددها في عقد السبعينات بشكل لافت بسبب هجرة أبناء الريف إلى المدينة، وتضاعف 100% خلال العقدين الثامن والتاسع، ثم تضاعف 400% خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الأبنية والمواد الأولية بشكل كبير، وكذلك الهجرة المتزايدة وغير المنظمة من الريف إلى المدينة
امتدت العشوائيات خلال العقود الماضية في دمشق وحولها لتخرق الإجراءات الإدارية والتنظيمية والبيئية، واستندت إلى شبكة واسعة من الفساد الإداري والتجاري، وأنتجت مناطق لا تتوافر فيها الحدود الدنيا لأنظمة الإنشاء الهندسي والخدمي والصحي، كما أنتجت طبيعة علاقة اجتماعية غريبة وغير سوية في الكثير من الحالات
ويبلغ عدد سكان دمشق وريفها نحو 21% من سكان سورية، فيما تشكل مساحتها أقل من 10% من مساحة سورية. ويبلغ النمو السكاني في سورية أكثر من 3% سنوياً، وهي من أعلى المعدلات في العالم