أوجلان:هناك تحالف ثلاثي سري معادي للأكراد
الأحد 14 حزيران / يونيو 2009, 13:35
كورداونلاين

البارزاني والطالباني لا يفهمان هذا الأمر ، وأنا أحذرهم بشدة ، كما يمكن إيصال رسالة بأسمي تتضمن هذا التحذير أيضاً إليهما . فإذا لم تستطيعوا رؤية هذا الخطر فلن يبقى أي شيء في أيدي الأكراد
إذا حاولوا فرض التصفية فستكون نتائجها ثقيلة جداً
هذا يعني أن النقاشات مستمرة بكثافة ، هل للمجلس بنى مؤسساتية راسخة ؟ السلام عمل صعب وجاد ، إنه صعب كالحرب ، هل يعرفون هذا الأمر ؟ أقولها مرة أخرى ؛ إنني أرى كونفرانس السلام مهماً ، وأحييه على ما يقوم به ، يجب عليهم أن يكونوا منظّمين بشكل قوي في كل مكان من تركيا ، فهل لديهم تنظيمهم القوي على ذلك النحو ؟ وهل يصلون إلى الأوساط المختلفة بشكل كافي ؟ إن الكفاح من أجل السلام أمر صعب ، ويتطلب قوة الإيديولوجية وقوة المعنى ، فهل يمتلكون القوة الإيديولوجية الكافية وقوة المعنى ؟ كما أن الكفاح من أجل السلام يتطلب ممارسة عملية مذهلة إلى جانب التراكم الثقافي النظري ، مرافعاتي وخاصة التي كتبتها مؤخراً تفتح الطريق أمام فهم هذا الأمر بالمعنى الإيديولوجي . وأنا أقدم مرافعاتي هذه إليهم أيضاً ، هل يستطيع مجلس السلام الوصول إلى كل الأوساط بما يكفي ؟ هل لديهم تنظيمهم الواسع الكافي ، وهل ينضمون إلى هذا العمل من الصميم ؟ هل كان هناك انضمام إلى الكونفرانس من الأوساط المختلفة .
"الإرهابي أوجالان" ها !! في الحقيقة هؤلاء لا يريدون رؤية الحقائق ، هناك الكثير مما قمنا به من أجل الحل السياسي ، إنهم يقولون "غاندي ....غاندي" ولكن الأكراد قاموا بما يفوق على ما قام به "غاندي" بعشرة أضعاف من أجل السلام ، ونحن عملنا من أجل السلام هنا . وهناك قرار KCK بعدم الهجوم حتى تموز القادم ، ويبدو أن هذا الوضع سيستمر على هذا النحو حتى أواخر آب . ولكن في هذا السياق أنا لم أفهم موقف الحكومة وخاصة السيد أردوغان بشكل نقي ، هذا الأمر سيُفهم ضمن السياق . صحيح أنا قلت بأنني سأكشف عن خريطة طريق السلام من أجل السلام في آب ، وقطعت وعداً لشعبي في هذا الموضوع ، وأقوم بالتركيز عليه وسأقوم بما يتطلب ، ولكن ضمن هذه الفترة هناك خسارة ست وثلاثين شخصاً ، لقد ماتوا شباباً ، وأنا أحزن كثيراً لموتهم ، و لا أحتمل موت الكريلا ولا الجنود . وأكرر هنا مرة أخرى ، عندما نقول عدم الاشتباك فذلك لا يعني أن لا يمارسوا دفاعهم المشروع ، فلا يُنتظر من أحد أن يبقى مكتوف الأيدي في مواجهة العمليات العسكرية ، وأنا أسعى من أجل أيقاف هذا الموت . فمن قبل ذكرت مرات عديدة ، ووجهت نداءات إلى السيد أردوغان قائلاً : تعال لنوقف هذا الموت . ولكنني لست واثقاً من ديموقراطية السيد أردوغان ، فهو ليس بصادق ، ويخطو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء .
أقول كل هذا للسيد "جواد أوناش"(مستشار MIT) أيضاً ، إنني أكافح هنا بضراوة من أجل فتح السبيل أمام السلام ، وأنا تحت الضغوط الكبيرة لهذا الأمر ، إلى درجة أكاد أعجز عن النوم في الليالي ، والحقيقة "جواد أوناش" يعلم هذا . إن شعبي مرتبط بي ، ولكن على الشعب أيضاً أن يعمل كثيراً ويكون متيقظاً جداً في هذه المرحلة . نحن نجهد من أجل مسار الحل ، ولكن إذا تم فرض التصفية فإن نتائجها ستكون ثقيلة جداً ، وستبقى مسؤولية هذا الأمر في عنق أردوغان ، فهو الحكومة . الهدف من تلك التصفية لن يكون تخلي PKK عن السلاح فقط ، بل سيعملون من أجل القضاء على كل التنظيمات السياسية التي خلقها الشعب ، وعلى الإرادة . وأقول بأن ذلك أمر خطير جداً .
من هنا أوجه ندائي الصريح إلى السيد أردوغان والسيد "بايكال"(رئيس حزب الشعب الجمهوري CHP) ، ويمكن أيضاً نشره باسمي : نحن لسنا معارضين لمبادئ بدايات الجمهورية ، كما لسنا معادين لمصطفى كمال ، فهو مؤسس هذه الجمهورية ، وكان يريد في عهده منح الأكراد حكماً ذاتياً واسعاً اعتماداً على الانتخابات . ودستور عام 1921 يتناول هذا الأمر ، ومصطفى كمال هو من يريد هذا الأمر . ولهذا نحن نبدي الأهتمام بمبادئ بداية الجمهورية .
هنا تماماً أريد أن أقول ما يلي : لا أريد التكلم كثيراً بحق رئيس الوزارة ، ولكن ما يُمارس لا يمكن ممارسته حتى لا في المونارشية التي هي حكم الفرد ، ولا حتى في الأوليغارشية ، إنك لا تعطي أي اعتبار للبرلمان الذي انتخبه الشعب ، تجلسان كشخصين لتصدرا القرارات بحق مصير الشعب دون أن تعطوا أي اعتبار لإراداتهم ، إنها الديكتاتورية ، ولن تستطيعوا خداعي ، ولن تستطيعوا تفسيرها بأية ذريعة ، يقول أردوغان : "إنها نقطة انعطاف تاريخية" ، وهو مرغم على شرح ذلك لشعبه ، فهو يتحمل المسؤولية عن ذلك ، فلا يمكنك أن تجلس وتتخذ القرارات ، وتعتبر حكومتك والبرلمان لا شيئاً ، فهذا الأمر غير موجود حتى في الديكتاتورية . إنني أخمّن ماجرى نقاشه هناك ، وهو ليس سراً كبيراً بالنسبة لنا ، فقد جعلوا الأكراد موضوعاً للمساومة . أي أن أردوغان جعل من الأكراد موضوعاً للمساومة ، وقال يمكنك القيام بالعمليات العسكرية . إنهم يساومون بحقي ، علماً بأنهم ليسوا مستقلين كما يُظن . الناس في هذه البلاد لا يستطيعون فهم كثير من الأمور ، وعندما لا يفهمون ، لايستطيعون التحليل ، وعندها يعجزون عن خوض الكفاح الصحيح .
دعوى "أرغنكون" مستمرة ، ولكن في الحقيقة هؤلاء هم الشريحة الصغيرة المنتهية التي أفلست من "أرغنكون" ، فلا زال سبعين بالمائة من "أرغنكون" على رأس العمل ، وكنت قد ذكرت من قبل بأن ماضي "أرغنكون" في الحقيقة يمتد إلى القديم جداً ، وله ثلاثة أطوار ، الأول : من عام 1905 إلى عام 1918 ، حيث كان هناك "الاتحاد والترقي" ، وبعدها كان هناك احتمال التحرر فيما بين 1920-1925 في مرحلة تأسيس الجمهورية ، وهي مرحلة حرب التحرير ، وهناك دستور 1921 ، ولكنهم قاموا بفرض الحصار على مصطفى كمال . أما الطور الثاني : فيبدأ من عام 1925 وحتى عام 1944 ، حيث تمت معايشة مرحلة الحربين العالميتين . وفي هذه المرحلة تم الإلتزام بسياسات كل من الولايات المتحدة وانكلترا . أما "أرغنكون" الثالث : فقد ابتدأ من أعوام 1944 وصولاً حتى عام 2007 . فبعد لقاء أردوغان مع الولايات المتحدة ، سحبت الولايات المتحدة دعمها لـ"أرغنكون" ، حيث توجهت نحو تصفية كل دوائر الحرب الخاصة ، ولكن من الخطأ الاعتقاد بأنه تمت تصفية "أرغنكون" تماماً . وفي الحقيقة لحزب العدالة والتنمية AKP "أرغنكون"ها ، وكذلك CHP و MHP (حزب الحركة القومية) لهما "أرغنكون"هما ، كما للأكراد أيضاً "أرغنكون"هم . فـ"أرغنكون" ليس ضمن الجيش فقط كما يُظن ، فهناك الـ"أرغنكون" المدني أيضاً ، وهم رجال أقوياء أكثر مما يعتقد . في تركيا لم يكن "عدنان مندريس"(رئيس وزراء جرى إعدامه عام 1961) يدري لماذا يُعدم ، وكذلك تم إعدام "دنيز غيزميش"(زعيم حركة يسارية أعدم عام 1972) ورفاقه ، ولم يكونوا يعرفون سبب إعدامهم تماماً . ومات "محسن يازيجيوغلو"(رئيس حزب يميني متطرف مات في حادث هيليوكوبتر في آذار الماضي) وليس معروفاً لماذا قُتل . إن هؤلاء يفعلونها بمنتهى المهارة . فقد قاموا بمحاولات إغتيال نحوي عشر مرات على الأقل ، بهدف القضاء عليّ ، ولكن موتي كان أخطر عليهم من بقائي ، ولهذا السبب أنا موجود هنا اليوم ، يسألون عن وضعي الصحي ، يجب فهم ذلك أيضاً على هذا الأساس .
رأسمال انكلترا وإسرائيل يقف وراء هؤلاء ، فإسرائيل منذ ظهورها منشغلة بنا ، فهم يرونني عقبة أمام مصالحهم ، في إحدى المقابلات الصحفية مع "كنعان أفرين"(رئيس انقلاب 12 أيلول 1980 ثم رئيس الجمهورية) في الثمانينيات قال : "ها نحن لدينا مشروع GAP فماذا لدى آبو ؟" ، عندها قمت بالتدقيق في مشروع GAP(مشروع جنوب شرق الأناضول) ،إنهم يوصلون الماء مباشرة بقناة واحدة إلى "حرّان" ، عندها فكرت ، مادام الجفاف يسود كل مكان "سروج" و "بوزوفا" و "ويرانشهير" بل حتى "ماردين" لماذا لا يروونها ، بل يأخذون الماء بقناة واحدة إلى "حران" مباشرة ؟ . تعلمون أن "حرّان" مهمة لدى اليهود ، والأسم يأتي من أسم "هارون" أخو سيدنا إبراهيم . إن GAP مشروع إسرائيلي ، قاموا به مباشرة من خلال مجموعة "دوغوش" ، فالرأسمال اليهودي كان من خلفها مثل "سيتي بانك" و "غارانتي بانك" ، وكانت مجموعة "إنكا-كوج" قد اشترت أراض شاسعة من قبل ، ولا زالوا يضمون أراض جديدة كل سنة . وهكذا مسألة حقول الألغام لأربع وأربعين سنة ، سيحدث ما يريده هؤلاء مهما قال القائلون ، فلا يتظاهروا بالمعارضة وما شابه ذلك . سيأخذون الأرض من بين أيدي الأكراد ، وهذا ما يفعلونه بالشعوب دائماً ، حيث يجعلونها في وضع المتسولين . يتحدثون عن الناموس والأعراف وما شابهها ، في الحقيقة قلة الناموس الكبيرة هي هذه . فهم يحكمون على الأكراد بالعمل في كل أنحاء تركيا ، وعلى الفتيات الكرديات بنات الرابعة عشرة بالعمل أجيرات ، بل حتى إنهن راضيات بالعمل كأجيرات ولا يحصلن عليه ، ونحن نكشف عن كل هذا ولهذا لا يحبونني .
إن هؤلاء قد توافقوا مع AKP ، ويطورونها بشكل مخطط ومذهل ، فهاهي الإمارات العربية أيضاً تشتري أراضي واسعة بأموال البترول ، ويحاولون أن يكونوا مؤثرين من خلال SP(حزب السعادة) . هذه الشركات أسماؤها تركية ، ورأسمالها يبدو تركياً ، ويظهر كل شيء على أنه محلي مائة بالمائة ولكنهم مرتبطون بالرأسمال الأجنبي تماماً . واليوم يظهر هؤلاء أيضاً ، فقد قامت هذه الشركات بإغلاق آلاف الدونمات من الأراضي ، وهي بأسم هؤلاء في حقيقة الأمر . أنا كوني من "أورفا" ، ونتيجة لقيامنا بتطوير النضال ابتداء من تلك المنطقة في الثمانينيات ، تحامل علينا العرب وإسرائيل ، ورأتني إسرائيل تهديداً وخطراً عليها منذ البداية ، وما جرى في انتخابات "أورفا" والوضع المزري فيها هو لهذا السبب . العرب التقليديون فازوا بالبلدية فيها من خلال حزب السعادة ، ويحاولون أن يكونوا أكثر تأثيراً . فقد ظهر هذا الأمر خلال الانتخابات الأخيرة . إن AKP ليس حزباً إسلامياً كما يُظن ، بل هو "إيفانجيلي" إسلامي ، أقولها بالمعنى الإسلامي الذي تقبله المسيحية ، فكما تعلمون هناك "إيفانجيليون" في أوروبا وأميريكا أيضاً . إسلاموية حزب السعادة هو إسلام عربي تقليدي ، وهذه الإسلاموية تهمشت واستُبعدت بعض الشيء ، ولا تحظى بالقبول في الوقت الراهن ، ولهذا تم دفع إسلاموية حزب السعادة جانباً ، بينما إسلاموية AKP لاقت مصادقة إسرائيل والولايات المتحدة كمفهوم إسلامي "إبفانجليستي" ، ولكن كلاهما معاديان للأكراد ، ويحاولان الاستيلاء على أراضيهم من أيديهم .
كفاح السلام يتطلب الجدّية والنشاط كثيراً ، والمواقف النظرية فقط لا تكفي . أنا الآن أقوم بالتركيز على إقتراح الحل بشأن هذا الأمر ، وسأبدأ بكتابته قريباً بسرعة كبيرة ، وسأتقدم به إلى الحكومة والجيش و KCK والشعب الكردي . ولا أريد التحدث كثيراً الآن ، ولكن سأطبق هذا كجهد أخير مني إنطلاقاً من مسؤوليتي التاريخية . وفي الحقيقة فإنني مستمر في هذا الكفاح من أجل السلام بمنتهى التصميم منذ خمسة عشر عاماً رغم كل الضغوط الجارية عليّ . لقد حاولت أن أكون جواباً لجرأة "أوزال"(تورغوت أوزال رئيس تركيا قتل في عام 1993 بسبب مواقفه من القضية الكردية) . ففي تلك المرحلة حاولت فهم هذه الأمور بعض الشيء . ففي الحقيقة ليس "أوزال" فقط ، بل وصلتنا بعض الأخبار من داخل الجيش أيضاً ، مثل : "إذا انهار السقف فنحن جميعاً سنتحطم تحته ، الجميع يتصالح ، والعالم يتصالح فلماذا لا نتصالح نحن أيضاً ، الأكراد والأتراك عاشوا معاً على مدى تاريخهم ، وهناك أخوة عمرها ألف سنة ، وعلينا أن لا نقضي عليها ، رغم كل شيء لم يتجابه الشعبان" . وأنا أبديت الإهتمام بكل هذا الكلام .
أنا أقوم بتحجيم هذه الحرب منذ خمس عشرة سنة ، وفي الحقيقة فعلنا ذلك منذ 1993 بمسارات وقف إطلاق النار ، وإلا كان بإمكان الكريلا أن يطوِّر ممارسة وحرباً مختلفة جداً ، كما أن مواقف "قارادايه" و "كيفيريكوغلو" و "أوزكوك" (رؤساء أركان سابقون) كانت إلى جانب فتح المجال أمام السياسة ، يذكر "مصطفى بالباي" (صحفي شهير معتقل في قضية أرغنكون) في يومياته بحق "أوزكوك" : " هو شخص واحد، بينما نحن تسع وتسعون " ، وقد كان "أوزكوك" يقوم باستعراض الجرأة في مواجهة هؤلاء ، فيمتطي الطائرة الحربية والغواصة بمفرده ، حتى أنه كان يجلب طعامه من البيت خوفاً من التسميم ، ومن قبله كان مواقف كل من "قارادايه" و "كيفيريكوغلو" أيضاً إلى جانب فتح المجال أمام السياسة ، ونحن دائماً منحنا الفرصة لهذا الأمر وقمنا بما يقع على عاتقنا ، واليوم نعطي الفرصة أيضاً . أما إذا لم يقيّموا هذا ، ويجعلوه وسيلة للتصفية ، ويقولوا من جديد : إنهم يفقدون قوتهم ، ويتعرَّضون للانحلال ، وسنسحقهم ونقضي عليهم ، و"سنجدهم ونبيدهم" ، عندها سأقول للشعب الكردي : " افعلوا ما يناسبكم ، السلام لن يتحقق" ، وليس عندي ما أستطيع القيام به من هنا بعد الآن ، كما أن ظروفي غير مناسبة فيزيائياً ، كما أن إدارة التنظيم من هنا غير ممكن لا حقوقياً ولا سياسياً ، وهكذا إذا استمروا بعد الأول من أيلول في القول : "سأذهب وأبحث عنه حتى أجده وأقضي عليه" ، فإن هذه الحرب ستتصاعد ، وعندها لن يبقى شيء اسمه مدينة أو ريف أو سهل أو جبل أو ماوراء الحدود أو أمامه . كما أنني سأقول عندئذٍ لـ PKK : اتخذوا قراراتكم بأنفسكم ، فلديكم تنظيمكم وإدارتكم ، وأنتم قرروا شكل الحرب التي ستخوضونها . وهاهم يجتمعون في دياربكر ، اتخذوا قراركم بعد الآن بأنفسكم . وإذا كان لديكم حل سلمي مختلف فأنتم الذين ستقومون به بذاتكم ، أقول هذا كخبير اجتماعي ، وأقوم بالتشخيص كإنسان علمي اجتماعي ، فهذا تشخيص اجتماعي ، وأتوقع ما يمكن أن يحدث ، فربما يقولون سنقضي عليهم قضاءً مبرماً ، وسنزيلهم مثلما حدث للـ"تاميل" ، وربما يحدث ذلك ، ولكن العكس هو أن يحدث انضمام قوي إلى الكريلا ليصل تعدادهم إلى خمسين ألفاً ، وهناك الكوادر القدامى ، وكذلك الكوادر من المرتبة الوسطى ، والكوادر الشابة ، وسيحققون انطلاقة قوية . وكنت قد تحدثت عن هذا الأمر من قبل للجنرالات في التحقيق ، حيث يمكن أن يحدث هذا أو ذاك .
وأقول للكريلا : إذا صعدت الجبل دون أن تجيد الحرب فإنك ستموت ، وأنت المسؤول عن ذلك بالكامل . إنني أخوض كفاح السلام منذ خمسة عشر عاماً بشكل يجعل "غاندي" صفراً على الشمال ، ولكن إذا لم يتحقق فيجب عليكم أيضاً أن تخوضوا نضال حماية وجودكم وحريتكم ، وإن لم تخوضوه فستموتون ، فالهدف يجب أن يكون حماية الوجود والحرية . فقد بات هذا الأمر بالنسبة للأكراد حرب الوجود والدفاع الذاتي .
إنني أقوم بالتركيز على إقتراحاتي للحل بشأن الأول من أيلول ، وسأتناول الأمر بنقاش ماضي السلام الذي كتبته بهذا الشأن ، وتقدمت به إلى المحكمة من قبل في مرافعة من 125 صفحة ، ولم يتم إعطاءها للمحامين ، حيث ناقشت هذه الأمور كلها . فليست لدينا مشكلة مع الحدود ، ولا نقول شيئاً بشأن دولة الأمة والدولة الواحدة والعلم الواحد والبنية الموحدة ، كما لا نتعرض للبنى الوحدوية . هنا سأطالب بفتح الميدان الديموقراطي من أجل الأكراد ، فقط بحقوق الأكراد في التنظيم الحر ، وعدم التدخل في الساحات والإدارات التي يحددونها بالانتخاب الحر ، فأنا سأرسم خريطة الطريق حتى نهاية آب ، وسأتقدم بها إلى الحكومة وإلى PKK ، وبعدها سأنسحب ، فلا معنى لتأليهي ، فأنا لست إلهاً . هناك "APOLLON" إله الحرب ، أما أنا "آبو" ولست "أبولون" ، وأنا لست قادراً على القيادة الفعلية من هنا ، لا سياسياً ولا حقوقياً ، وفي إقتراحاتي للحل سأناقش مجال حرية الأكراد .
في هذه المرحلة يجب خوض السياسة بمنتهى الجدّية ، هاهو أردوغان ، لماذا لا يلتقي بـ"أحمد تورك" ؟ ويتذرع بموت تسعة جنود نتيجة انفجار لغم سبباً لعدم لقائه ! بينما "أحمد تورك" ليس له علم بكل هذه الأمور . إنك لا تلتقي بأحمد تورك وتهدف إلى إنهائه سياسياً ، وتحاول سحق أحمد تورك . فماذا ستكسب إذا سحقت أحمد تورك ؟ . إن أردوغان لا يُظهر موقفاً ديموقراطياً متكاملاً ، بل يلقي خطوات لتمرير يومه ، بينما الكفاح من أجل السلام عمل جاد ، وأنا لا أقول هذا من أجل السيد رئيس الوزراء فقط ، بل من أجل الجميع ، وأقولها للسيد أحمد تورك أيضاً ، ولـ DTP وللمثقفين ولـ KCK . فعليهم التخلي عن التصرفات بشكل يخدم تمرير يومهم . فالسلام عمل جاد ولا يتحقق بخطوات تلقى لتمرير اليوم والتصرف كمن يمضي وقته . فأنا خضت كفاح السلام منذ خمسة عشر عاماً بمنتهى الجدية . أردوغان يقول إنها تآمر ، بينما التآمر الحقيقي هو ما جرى في "هكاري" ، وذاك الذي يضرب رأس الطفل بأخمص السلاح ، تعلمون أن من فعل ذلك كان عنصر شرطة يرتدي بذلة الكوماندو ، ذلك هو أرغنكون الحقيقي ، وقائد انضباط الفرقة الذي فهم أن إرتداء ملابس الكوماندو هو تآمر ، قام بزيارة الطفل في المستشفى ، والحقيقة هم أيضاً يعرفون هذا الأمر ولكنهم لا يكشفون عنه . إن ذلك الذي ضرب رأس الطفل بالأخمص هو إمتداد لأرغنكون داخل الأمن ، هذا ما يجب أن يُكشف عنه فهو المتآمر ، وفي نفس اليوم جرت عملية استهدفت DTP ، واستخدمت هيئة الأركان مقولة "شعب تركيا" ويقول "هم ليسوا أعداء بالنسبة لنا وإنما مجرمون" . إن قيام النيابة العامة في دياربكر بهذه العملية ضد DTP في نفس اليوم الذي صدرت فيه هذه التصريحات من هيئة الأركان العامة أمر ذو معنى ، بينما كان هناك من لا يريد العملية ضد DTP ، ولكن قاموا بها ، والمسؤول عن موت الجنود التسعة الذي وطأوا اللغم ، هو من أرسلهم ليطأوه ، وفي الحقيقة يجب الالتزام بالحذر في مواجهة التآمر في هذه المرحلة ، وليس واضحاً ما سيحدث بعد شهرين .
ربما ليسوا قادرين على التحكم التام داخل الجيش أيضاً ، فحتى عدم خروج القادة ليلاً على النطاق المحلي يمكن أن يحول دون موتهم ، ففي هذا الموضوع يجب على هيئة الأركان الالتزام بالحذر نحو هذه التصرفات ، فالقرار المنفرد بعدم الاشتباك لا يكفي ، حيث يستحيل الحيلولة دون ذلك من جانب واحد ، فقد تمت معايشة هذه الأوضاع في السابق أيضاً . عندما دخل PKK إلى "ماردين" لأول مرة ، كانت هناك عملية جرت في قرية Pecenek، عندها قلت : ما هذا النمط من الكريلا ؟ وما هذا المفهوم في الممارسة ؟ ولم أستطع النوم لعدة أيام لهذا السبب ، وبعدها بحثت ووجدت أن "جميل إيشيك"(هوكر) هو الذي قام بتلك المجزرة باسمنا ! وحدثت مثل تلك المجازر التآمرية في "سيواس" أيضاً . أمور لا تُصدّق ولكن ماجرى في قرية Bilge التابعة لـ"ماردين" تآمر مذهل . شخص واحد من ضمنهم تظاهر بالموت ووجد أن الشخص الذي أمطرهم بالرصاص هو قريبهم الذي تناول معه الكباب سوية في دياربكر قبل يوم ، وكلاهما من آل جلبي ، وفيما عدا ذلك يقول المختار قبل وفاته : "لا تتجنوا على PKK ، إن من أمطر علينا الرصاص هم أقاربنا " . ولو لم ينكشف التآمر بهذا الشكل لكانوا رموا بمسؤوليتها على عاتق PKK . ولا زالوا قادرين على القيام بمثل هذه التآمرات باسمنا حتى الآن ، يجب الالتزام بالحذر في مواجهة هؤلاء . يجتمع المؤتمر في دياربكر ، يمكنهم ممارسة السياسة مع ملاحظة كل هذه الأمور ، فليعملوا على مدى أربع وعشرين ساعة ، ويمكن للأوساط من خارجنا أن تأتي وتعبر عن نفسها هنا . فليؤسسوا اللجان حيث يجب عليهم العمل بدون انقطاع ، وأن يكونوا في اجتماع دائم .
في الحقيقة هناك تحالف ثلاثي سري معادي للأكراد فيما بين تركيا و سوريا وإيران ، حتى ولو لم يحظ بمصادقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، ورئيس الوزراء العراقي متورط في ذلك أيضاً ، بل إن رئيس الوزراء العراقي المالكي أسوأ من صدام في عداء الأكراد ، ويجب على الأكراد رؤية هذا الخطر الكبير ، فإن استهدفت هذه الدول الأكراد فإنها ستعمل من أجل تفتيت الوجود السياسي والاجتماعي لكل الأكراد ، وليس PKK فقط . ولكن البارزاني والطالباني لا يفهمان هذا الأمر ، وأنا أحذرهم بشدة ، كما يمكن إيصال رسالة بأسمي تتضمن هذا التحذير أيضاً إليهما . فإذا لم تستطيعوا رؤية هذا الخطر فلن يبقى أي شيء في أيدي الأكراد ، لا في الجنوب ولا في الشمال ولا في سوريا ولا في إيران . تقولون مكاسبنا الموجودة في العراق ، هي أيضاً ستذهب من أيديكم ، فالقضية ليست كركوك فقط ، يقال كركوك ولكن إذا سارت الأمور بهذا الشكل فلن يبقى شيئاً من الموجود الآن بين أيديكم . ولهذا السبب طلبت من الأكراد عقد كونفرانس كردي ، وطالبت بتحقيق الوحدة الكردية ، وكنت قد وضعت صيغة لهذا الأمر من قبل حيث قلت المبادئ الخمسة والمقترحات العملية الأربعة ، ولن أكررها الآن ، ويمكن تجاوز هذا الخطر بتحقيق الوحدة الكردية في مواجهة التحالف الإيراني التركي السوري . إن مشروع الإستقلال الذاتي الديموقراطي سيحقق حل قضايا الحرية للأكراد في جميع الأجزاء ، وللسريان والشعوب الأخرى القاطنة في المنطقة . ولأجل تفعيل ذلك يجب إقامة كونفرانس كردي في أقرب فرصة .