إقليم كوردستان يغادر 2008 باستثمارات نصفهامن الخليج
الجمعة 02 كانون الثّاني / يناير 2009, 15:07
كورداونلاين

الملياردير الإماراتي حسين سجواني مالك "داماك" أطلق مشروع "تلال تارين" في أول استثمار خليجي ضخم يتدفق إلى الإقليم الكوردي
قيمتها 8 مليارات دولار .. الإمارات تتصدر والكويت ثانيا بينما السعودية غائبة
قال مسؤول كوردي رفيع المستوى "إن الجداول الزمنية لتنفيذ المشاريع العقارية والسياحية، وقيمتها مليارات الدولارات، في إقليم كوردستان العراق خلال العام 2008، لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية التي تعصف بأسواق عقارية مجاورة في دول ومدن الخليج".
وأكد "أن جميع المشاريع تسير كما هو مقرر لها، باستثناء مشروع شركة داماك العقارية الإماراتية التي تأخر البدء بعملية تسوية الأرض نتيجة إجراءات التفريغ والتسليم".
وشهد عام 2008 تدفق أكبر استثمارات إلى إقليم كوردستان العراق في تاريخه، وذلك بفضل الاستقرار الأمني، واستيعاب المستثمرين لحجم التسهيلات المنصوصة في قانون الاستثمار رقم 4 لسنة 2006، الذي يمنحهم ملكية الأرض والعقار بنسبة 100%، وإعفاء من الضرائب 10 سنوات، وحرية تنقل رؤوس الأموال من وإلى الإقليم.
16 مليار دولار قيمة الاستثمارات
وفي اتصال هاتفي من أربيل، كشف رئيس هيئة الاستثمار في إقليم كوردستان العراق هيرش محرم محمد -لـ"الأسواق.نت"- أن حجم الاستثمارات الإجمالي في الإقليم وصل عام 2008 إلى 16 مليار دولار، 8 مليارات منها استثمارات جاءت من منطقة الخليج، أعلنت عنها شركات القطاع الخاص، وقالت إنها ملتزمة بتنفيذها على مدى السنوات المقبلة".
ولم تباشر أي من تلك الشركات الخليجية تنفيذ مشاريعها المقررة في كوردستان، من ضمنها شركة داماك العقارية الإماراتية التي تمتلك أكبر استثمار عقاري خاص في الإقليم بقيمة 6 مليارات دولار.
ويقول هيرش -في هذا الصدد- "إن داماك بدأت بطرح مناقصات لإيجاد مقاولين ثانويين للبدء بتنفيذ المشروع، ويتم حاليا الانتهاء من إجراءات تفريغ وتسليم الأرض".
وكان الملياردير الإماراتي حسين سجواني مالك "داماك" أطلق مشروع "تلال تارين" في أول استثمار خليجي ضخم يتدفق إلى الإقليم الكوردي بقيمة 6 مليارات دولار، ويضم فللا فخمة وأبراجا ومشاريع خدمية على أحد أطراف مدينة أربيل، وبدأت شركته من دبي بطرح وحدات عقارية محدودة للبيع منذ أشهر.
مشاريع كبيرة
وأطلق مستثمرون أكراد وعراقيون مع شركاء أجانب مشاريع عقارية كبيرة ساهمت في انتعاش القطاع العقاري، نفذ بعض منها، فيما لا تزال مشاريع أخرى قيد التنفيذ، ومنها مشروع مول تجاري كبير وسط العاصمة أربيل يحتوي على المئات من مراكز البيع بالتجزئة بمساحة تفوق مساحة مول الإمارات في دبي، ومشاريع سكنية، منها: مشروع القرية الأمريكية، والقرية الكندية، وهناك فكرة مشروع يشابه سوليدير لبنان بتكلفة مليارات الدولارات".
وكان رجل الأعمال العراقي الكوردي شوان الملا أطلق عام 2006 مشروع "إمباير وورلد"، وهو مشروع عقاري تبلغ كلفته التقديرية الكلية 350 مليون دولار أمريكي، يهدف إلى توفير البنية التحتية اللازمة للشركات الإقليمية والدولية لإنشاء قواعد لعملياتها في الإقليم.
كما أطلق رجل الأعمال العراقي أنور الياسري مدير شركة دبي للإنتاج التلفزيوني مشروع مدينة إعلامية "أربيل ميديا سيتي"، الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار للمرحلة الأولى، وتساهم حكومة الإقليم بنسبة 60% منها و40% لشركة دبي، وجاء هذا المشروع لتعزيز موقع الإقليم استثماريا واقتصاديا.
الفرصة سانحة للاستثمار
ويقول هيرش الذي يعمل بمهام وزير للاستثمار "إن الاستثمارات الخليجية بدأت تتهافت على الإقليم منذ بداية العام 2008، واستطاعت أن تحتل مكانة كبيرة بين إجمالي حجم الاستثمارات".
ويضيف "في ظل ظروف الأزمة المالية العالمية التي لم تؤثر على كوردستان فإن الفرصة سانحة أمام الشركات ورجال الأعمال بالتوجه إلى كوردستان".
ولا يرتبط إقليم كوردستان بشكل مباشر مع الاقتصاد العالمي من خلال اتفاقات تبادل تجاري مستقلة وصناديق الاستثمار وأسواق المال، وتتأثر بالأزمة فقط من خلال حصتها في الميزانية العراقية، وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وحسب المسؤول الكوردي تقود دولة الإمارات العربية المتحدة قطار الاستثمار، وتحتل المرتبة الأولى، تليها الكويت، بينما لم تسجل السعودية أية استثمارات لافتة.