الثلاثاء 09 أيلول / سبتمبر 2025, 22:05
دلالات هجمات حزب العمال الكردستاني




دلالات هجمات حزب العمال الكردستاني
الأحد 05 تشرين الأوّل / أكتوبر 2008, 22:05
كورداونلاين
وجه مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي ضربة مؤذية للجيش التركي عشية التصويت المرتقب للبرلمان، على تمديد التخويل بالحركة خارج الحدود لمطاردة وضرب الجماعات المسلحة، فحسموا نتيجة التصويت لمصلحة التمديد، ولإطلاق يد الجيش في شن المزيد من العمليات المسلحة خارج البلاد

وداخلها. لأن القيادات السياسية لم تعد تمتلك قدرة على اتخاذ قرار يناقض المتطلبات العسكرية، طالما غابت عن الأفق أي مبادرات لتسوية سلمية للقضية الكردية التي يقودها حزب العمال.
المثير في العملية الهجومية الكردية تحقيقها لعنصر المباغتة، على الرغم من الافتراضات الايجابية لقدرة أجهزة الاستخبارات التركية على اختراق هذه المنظمة، التي مضى على الصراع معها نحو ثلاثة عقود، فعملية هجومية تتسبب في مقتل خمسة عشر جندياً تركياً لا يمكن مقارنتها بخسائر تنتج عن عبوة ناسفة تزرع على الطريق ولا تحتاج إلا الى بضعة أشخاص، يتقلص عددهم في لحظة التنفيذ الى شخص واحد. فأين كانت الاستخبارات التركية عن مراحل التخطيط والتحضير ثم عملية الاقتراب من الهدف، وهي استخبارات لها باع طويل ؟ الجواب على ذلك يعطي دلالة على مهارة الإخفاء لدى الطرف الآخر، كما يعكس حقيقة عدم عمق الاختراقات في الهيكل القيادي لحزب العمال. وربما حصلت مباغتة في الاتجاه، كأن تكون حركة القوة التنفيذية قد صممت على مسالك وطرق غير معتادة في شن مثل هذه الهجمات، والمكان قريب من الحدود العراقية والإيرانية. لذلك لا يستبعد حصول التسلل والاقتراب عبر الحدود الايرانية لتأمين المباغتة، لكن ذلك لا يعني بموافقة إيرانية، لأن إيران في وضع لا يدفعها للتصعيد مع تركيا في هذه المرحلة.

توقيت مخادع
ومع أن العملية لم تكن الوحيدة من حيث حجم الخسائر البشرية، إلا أنها تأتي في مرحلة حرجة للولايات المتحدة، التي تغوص في أزمة مالية مخيفة، ما يجعلها أقل استعدادا لتقبل فكرة التنسيق المباشر للقيام بعمليات مشتركة، فمعاناتها من أوجاع الرأس لم تعد خافية على أحد. كما أن فصل الشتاء يعيق الى حد كبير الحركة الواسعة للقوات النظامية، والدليل على ذلك ما حصل في عملية الزاب العام الماضي والانسحاب المبكر وغير المتوقع للتشكيلات المشاركة في الهجوم. فضلا عن أن توقيت العملية جاء بعد هدنة منفردة لوقف الهجمات من قبل حزب العمال خلال أيام عيد الفطر، وربما ساهم التوقيت في تأمين درجة عالية من الخداع فتحققت المباغتة. وهو ما سيدفع القوات التركية الى الانتقام وعدم الثقة في الطروحات المقابلة.

تصعيد تركي
من المرجح أن تزيد القوات التركية من ضرباتها الجوية على مقرات ومناطق انتشار حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، لكن مثل هذه الضربات تبقى تأثيراتها محدودة جداً، نظرا لأنها متوقعة، ولعدم وجود معسكرات تدريب علنية، ولعدم وجود بنى تحتية ترتبط بالحزب.
ومن المتوقع أن تزيد تركيا ضغوطها على حكومة إقليم كردستان، ومن تنسيقها مع بغداد، لا سيما في ضوء عملية الشد في العلاقات بين المركز والإقليم. ومع أن الكرد لم يكونوا راضين عن دور بغداد في الأزمة السابقة مع تركيا، فإنها مارست دورا معيناً لمصلحة التهدئة والتقليل من مخاوف المسؤولين الأتراك، وليس معلوما إن كانت ستمارس الدور نفسه أم لا. ربما يكون الجواب بلا.
الحقيقة التي تطرح نفسها تتجسد في أن المارد الأميركي بدأ يفقد أهم عناصر قدراته، مما يقلص دوره التنفيذي، لتنطلق أياد أخرى للعب في أوراق ساخنة تجعل الوضع أكثر صعوبة، على المستويات الإقليمية والمناطقية، لكن لا آفاق أخرى ولا سبيل للعلاج!.
تحليل إخباري 
كتب وفيق السامرائي:
جريدة القبس الكويتية

351.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات