حوار مع شيخ ألي  سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي  في سورية
						
						الإثنين 01 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012, 16:13
كورداونلاين
						

						شيخ آلي، هو أحد مؤسسي المجلس الوطني الكردي في سوريا وعضو في الهيئة الكردية العليا. ولدَ في عفرين عام 1953. بدأ العمل السياسي والنشاط الثقافي دفاعاً عن قضية شعبه الكردي وقضية حقوق الإنسان منذ العام 1968
							
						سكرتير حزب الوحــدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
أجرتْ صحيفة نوروز"NEWROZ" الأسبوعية  السياسية الإخبارية الصادرة باللغتين التركية والكردية في عددها 221 الصادر بتاريخ 28/09/2012 حواراً مع الأستاذ محي الدين شيخ آلي-سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي). جدير بالإشارة أن مركز  الصحيفة في مدينة غازي عنتاب وتصدر منذ عام 2006 ليتم توزيعها في سائر أنحاء تركيا ولها مكاتب معتمدة في معظم الولايات والمدن الكردية والتركية أبرزها استانبول، دياربكر، إزمير، آدي يمان...صاحب الامتياز: مصطفى ياتشكان. مدير التحرير:نصرالدين ماجين.
وقد تضمن العدد مقالة قيمة باللغة الكردية بمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال سكرتير عام الحزب الديمقراطي الكردستاني-إيران الشقيق، الشهيد صادق شرف كندي، وأخرى عن الشاعر الكردي الشهير الراحل قدري جان. 
وإضافة إلى النسخة الورقية للصحيفة يمكن الاضطلاع على مضامينها على موقعها الإلكتروني:www.newrozgazetesi.com.
 فيما يلي، ترجمة ا لنص الكردي للحوار:
   ترجمة:هيئة التحرير جريدة الوحـدة
س1: من فضلكم، هل تقومون بتعريف حزبكم وشخصيتكم للسادة القرّاء؟.
ج1: التعريف بالحزب: يُعرَف حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي) لدى الشعب الكردي والرأي العام السوري بالنقاط التالية:
أ-         إنه حزبٌ ذو برنامج سياسي ونظام داخلي وقَسَم، يعتمد الأساليب الديمقراطية في نضاله أساساً ومنهجاً.
ب-     تنتشر منظماته في سائر المناطق الكردية في سوريا ويحظى بدعم ومساندة جماهيرية واضحة. فعدا عن وجود منظمات الحزب في مدن مثل دمشق، حلب، الحسكة، الرقة وتل أبيض، له وجودٌ متميز في الجامعات، بالإضافة إلى انتشار منظماته في أكثر من 13 دولة أوربية  والسعودية وتركيا ولبنان وإقليم كردستان العراق.
ت-      حزبٌ سياسي مستقل بقراره، يتمتع بعلاقات صداقة مع غالبية المثقفين والقوى السياسية السورية والكردستانية. له رمزٌ رسمي معتمد، وصاحبُ شعار العمل من أجل: السلم، الحرية والمساواة. يناضل الحزب بهدف حل القضية القومية للشعب الكردي في سوريا حلاً ديمقراطياً عادلاً. ينبذ مبدأ العنف واستخدام السلاح وإراقة الدماء في نضاله، لأنه على قناعة تامة بأن الخيار الأفضل والأسلوب الصحيح لحل ومعالجة جميع القضايا هو مبدأ الحوار والتفاوض واتباع أساليب النضال السلمية الديمقراطية بعيداً عن قعقعة السلاح، سعياً لتجنب انتشار وتعميق الضغائن والأحقاد في المجتمع ومواجهة انتشار الفقر والمرض بين أبنائه، ولئلاّ يتمَّ التجاوز والشطب على حقوق الإنسان والشعوب خصوصاً ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين.
ث-     خدمة للقضية الكردية وبهدف حماية مصالح التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي للشعب الكردي وتوفير مناخ ديمقراطي حقيقي في سوريا، يرى حزب الوحدة بأن تحقيق مطلب الإدارة الذاتية في إطار وحدة البلاد هو الحل الأنسب.
ج-      يصدر جريدة مركزية باللغة العربية اسمها(الوحدة-YEKITI) شهرياً، وأخرى باللغة الكردية اسمها(NEWROZ) كل شهرين، ويتكفل إصدار وتوزيع كل من مجلة(PIRS) الكردية و(الحوار) باللغة العربية الفصليتين المستقلتين.  ومنذ العام 2006 يمتلك موقعاً إلكترونياً:www.yek-dem.com  إلا أنه محجوبٌ منذ بداية انطلاقته ولا يتمكن القراء من تصفحه داخل سوريا.
أما في مجال التعريف الشخصي بسكرتير الحزب محي الدين شيخ آلي، فهو أحد مؤسسي المجلس الوطني الكردي في سوريا وعضو في الهيئة الكردية العليا. ولدَ في عفرين عام 1953. بدأ العمل السياسي والنشاط الثقافي دفاعاً عن قضية شعبه الكردي وقضية حقوق الإنسان منذ العام 1968. بعد توقيع اتفاقية السلام بين قيادة الثورة الكردية  وحكومة بغداد عام 1970 تمّ انتخابه مندوباً عن الطلبة الكرد في حلب ليشارك في المؤتمر الحزبي الأول الذي عقد في كردستان العراق عام 1972.
س2: ماذا تقولون بشأن الأحداث التي تجري حالياً في سوريا وكيف يقيّم حزبكم هذه المرحلة؟ وبرأيكم ما الذي دفع الكرد والعرب إلى الانتفاضة في وجه هذا النظام؟.
ج2: تحت يافطاتٍ وشعاراتٍ باسم الثورة وحماية مصالح العمال والفلاحين، والعروبة والاشتراكية...إلخ، يتسلط حزب البعث بأجنحته المختلفة على سوريا منذ العام 1963. منذ ذلك الحين، ترزح سوريا تحت نير حكم عسكري شمولي. وفي ظل سيادة حكم الحزب الواحد وفرض الأحكام العرفية في البلاد، فتحت الأبواب على مصاريعها لنهب المال العام وممتلكات الشعب وسُدّت الأبواب أمام الحياة السياسية وعمل الأحزاب والنقابات المهنية التي تمَّ إفراغها من مضمونها، ومورِسَ تضييق الخناق على المثقفين والفنانين والعاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان فساءت أحوالهم وتردت أوضاعهم...إلخ. ردًّ مسؤولو نظام البعث في سوريا على المظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية التي انطلقت في غالبية المدن والبلدات السورية منذ ما يقارب الـ 18 شهراً بعنفٍ شديد منقطع النظير، ولا يزال الحل الأمني-العسكري هو الخيار الوحيد الذي يعتمده النظام منذ بداية الأزمة سارياً، حيث يتم قصف المدن الآهلة بالسكان بالدبابات والمدافع والطائرات ومختلف صنوف الأسلحة وتتسع دائرة دوامة العنف يوماً بعد آخر، وتحصل مجازر بحق المدنيين الأبرياء ناهيك عن الاعتقالات العشوائية هنا وهناك وممارسة التعذيب الجسدي المشين بحقهم. لهذا، وفي مواجهة هذا العنف الدامي الصادر عن السلطة، تقوم فصائل وأجنحة المعارضة المسلحة المختلفة المدعومة من جهاتٍ ودول خارجية متعددة بنشاطات وعملياتٍ عسكرية وتحدث معارك دامية في الأحياء السكنية التي تحولت إلى ساحاتٍ للقتال بين الطرفين وتودي بحياة الكثير من المدنيين الأبرياء الذين يسقطون ضحايا لهذه المجازر الوحشية. نستطيع القول أن المرحلة التي تعيشها سوريا اليوم هي مرحلة خطيرة وتتجه الأوضاع فيها نحو آفاق مسدودة ومصير مجهول، ولا شكّ بأن النظامَ في سوريا هو المسؤول الأول عما آلتْ وستؤولُ إليها الأوضاعُ.
س3: إن الأزمة السياسية في سوريا تزداد عمقاً ولا يزال نظام البعث يدافع عن سلطته بضراوة. هل اتفقت قوى المعارضة السورية مع الشعب الكردي على ماهية التغيير وكيفية حل الأزمة؟ وهل تستطيع شعوب سوريا إسقاط النظام بديناميكياته وإمكانياته الذاتية؟ وهل هناك هدفٌ ورؤية موحدة في هذا الشأن؟.
ج3:يأمل الشعب السوري بكرده وعربه وكافة مكوناته أن يزول نظام البعث، ولكن، لاتزال قوى المعارضة مشتتة وتعاني العديد من الصراعات والأمراض. ومما يؤسَفُ له أن المحاولات التي بذلت من أجل توحيد صفوفها قد باءت بالفشل. لهذا، فإن الوضع يزداد تعقيداً وسوف تدوم الأزمة إلى أمدٍ غير معلوم.
س4: كيف تقيمون المعارضة الداخلية؟ ومن أجل إنهاء نظام البعث وإيجاد بديل له، ماذا تقترح المعارضة السورية وبالأخص حزب الإخوان المسلمين، وما هي رؤيتهم لحل القضية الكردية؟. 
ج4: إن حزب الإخوان المسلمين هو حزب سياسي براغماتي ويتمتع بدور وموقع شبه ريادي في قيادة المعارضة بسبب الدعم والمساندة اللذين يحظى بهما من جانب دول وجهاتٍ خارجية عديدة، وبشأن مستقبل وعلاقة الدين مع الدولة فلا يريد حزب الإخوان المسلمين أن يكون هناك فصلاً بينهما. أما فيما يتعلق بالقضية الكردية تتسمُ مواقفهم بالضبابية ولا تخلو نظرتهم من الشك حيالها، ويرون فيها أنها مجرد قضية مواطنة وأفرادٍ ليس إلا... ولسان حالهم يقول:كلنا أخوة، ولا فرق بيننا..
س5: ما هي مقترحات حل الأزمة من وجهة نظر الهيئة الكردية العليا التي تكونت من عشرة أعضاء منتخبين من المجلسين، المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجلس شعب غربي كردستان؟.
ج5: كان تأسيس الهيئة الكردية العليا بمثابة بشرى سارة لدى غالبية أبناء الشعب الكردي في سوريا ولا تزال هذه الهيئة تلقى الدعم والمساندة من جانبهم. تسعى الهيئة في نضالها إلى تأمين وحدة وحماية الكتلة الجماهيرية الكردية كي لا تتحول مناطقها في هذه المرحلة المتداخلة والمعقدة إلى ساحاتٍ للقتال والمعارك وأهدافٍ للقصف وإراقة الدماء، خصوصاً وأن عشرات الألوف من عوائل إخوتنا العرب الفارين من مدنهم المنكوبة والنازحين من ديارهم يعيشون اليوم بين إخوتهم الكرد الذين احتضنوهم واستضافوهم بكل تقدير واحترام وقدموا لهم ما يستطيعون تقديمه. نعتقد بأن استمرار الوضع الآمن والهدوء النسبي في المناطق الكردية يخدم الثورة ومستقبل سوريا برمتها.
س6:عندما يتم اقتراح"الديمقراطية لشعوب سوريا والفيدرالية للأكراد" أي عندما يتم الحديث عن منح الكرد، السنة، العلويين والشعوب غير المسلمة في سوريا حقوقاً على أساس الفيدرالية، هل تصلح هذه الرؤية حلاً لقضيتها برأيكم؟.
ج6: سوريا تتمتع بخصوصية تكاد تنفرد بها ونموذج الحل لأزمتها ليس واضح المعالم، فسوريا تختلف عن العراق، لكن الأمر الواضح والمطلوبَ بإلحاح هو إنهاء نظام الحزب الواحد صاحب نظرية العروبة الشوفينية، ووقف نزيف الدم اليوم قبل الغد، وأن تقوم كافة القوى والأحزاب السياسية والدول ذات العلاقة بمراجعة نفسها وحساباتها وأن تجمعَ على مشروع دولي واضح والسير على طريق إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة التي تعصف بالبلاد.
س7: ترددتْ أنباء بأن الكردَ في كلٍ من كوباني، ديريك، عفرين وعامودا يحكمون أنفسهم بأنفسهم منذ تاريخ 19-22 آب المنصرم، ماذا تقولون بهذا الشأن؟.
ج7: بسبب هذه الظروف، اضطر مسؤولو وموظفو الدولة لمغادرة بعض المناطق ومدن مثل ديريك، كوباني وعفرين(كرداغ)، لأن النظام في هكذا أجواء لا يأبه كثيراً أو يكترث بإدارة شؤون مواطنيه وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم. يعيش النظام هذه الأيام مرحلة بالغة الحساسية إذ يقوم بتوجيه كافة قواته صوبَ دمشق وحلب والمواقع الاستراتيجية الأخرى في البلاد.
س8: ماذا تقولون بشأن ضرورة عقد كونفرانس قومي كردستاني يهدف إلى إيجاد آلية للتعاون بين الأجزاء الأربعة في هذه الظروف؟.
ج8: إنه حق مشروع بل من الضروري أن يلتقي ممثلو حركة التحرر الكردية في الأجزاء الأربعة ويُعقَدَ هذا الكونفرانس على أن يسبقه جلساتٌ للتشاور والحوار كي يستطيعوا في نهاية المطاف من عقد مؤتمر قومي كردي مثمر وناجح، مؤكدين على ضرورة تشكيل لجان تحضيرية كفوءة وعقد جلسات تشاورية عميقة تجنباً لإجهاض مثل هذا المشروع القومي الكبير والنبيل.
س9: من الواضح أن حالة تقسيم كردستان من جانب الدول الغربية أوائل القرن المنصرم، يتمُّ اليوم التشدق بهذه الحالة من جانب المحور الروسي-الصيني، كيف تنظرون إلى تغيير المواقف الدولية هذه؟.
ج9:لا شكَّ بأن مواقف الدول تتغير تبعاً ووفقاً لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية التي تعمل من أجلها ليل نهار، ولئن أدرجتْ مسألة حياة الشعوب وحقوق الإنسان في أسفل جدول أعمالها، فإن ذلك يعتبر مكسباً..!! إن المواثيق وحجم العلاقات بين الغرب(أمريكا وأوربا) وروسيا والصين في الكثير من المواضع مصيرية وهامة جداً. ففي هذه المرحلة التاريخية هل دور ومكانة روسيا والصين في المجتمع الدولي في اتساع أم انحسار؟!. سؤال كبير يستدعي التفكير ملياً. إنه من الصعوبة بمكان في عصر العولمة هذا الذي نعيشه أن تنفرد دولة واحدة بقيادة دفة السياسة الدولية. وإن تغيير الحدود الدولية الرسمية في منطقة الشرق الأوسط لاعتباراتٍ وأسباب عديدة ليس أمراً هيناً. فالروس جيراننا، وهم أصحاب تاريخ طويل ومصالح حيوية ولهم دورٌ متميز في المنطقة. وكذلك، وعلى الرغم من معاناتها من قضايا داخلية متعددة، فإن دورَ الصين يتعاظم ويتسع عالمياً في مجال الاقتصاد والتجارة الدولية. ما أريد قوله بإيجاز هو أن الزمن قد تجاوزَ الخطوط البيضاء والسوداء، وأنَّ السياسة الدولية باتت اليوم -شئنا أم أبينا- متعددة ومتنوعة الأذرع.
س10: في الختام، هل تريدون توجيه رسالة إلى الرأي العام في كردستان الشمالية؟.
ج10: أولاً أشكركم على هذ الحوار، وأريد أن أقول للرأي العام الكردي والتركي بأن المستقبل في سوريا ليس لنظام البعث، وإلى حين عودة المهجرين اللاجئين السوريين كرداً كانوا أم عرباً إلى ديارهم، والذين وصلوا إلى تركيا والعديد من مدن كردستان، آمل توفير الرعاية الكافية لهم وتوجيه الأنظار إلى أوضاعهم الحياتية.