السبت 01 تشرين الثّاني / نوفمبر 2025, 01:22
محاضرة الاستاذ حسن صالح بعنوان نحو إقليم فدرالي لكردستان سوريا




محاضرة الاستاذ حسن صالح بعنوان نحو إقليم فدرالي لكردستان سوريا
السبت 07 تمّوز / يوليو 2012, 01:22
كورداونلاين
الشعب الكردي الذي عانى من الاضطهاد والتهميش ، ودفع ثمناً غالياً خلال نضاله الطويل، سوف لن يدخر جهداً من أجل أن يعيش الجميع في اقليمهم بسلام وكرامة

محاضرة بعنوان " نحو إقليم فدرالي لكردستان سوريا " القاها الأستاذ حسن صالح في منتدى أوركيش في مدينة عاموده

ضمن فعاليات منتدى اوركيش القا الأستاذ حسن صالح محاضرة بعنوان نحو إقليم فدرالي لكردستان سورية بدأ الأستاذ بسرد تاريخي لكردستان والمراحل التاريخية التي مرت بها ابتدأ من معركة جالديران واتفاقية قصر شيرين حتى اتفاقية سايكس بيكو وكيفية تقسيم كردستان بين الدول المقتسمة لكردستان وتحدث عن جغرافية إقليم كردستان سورية والمناطق المتجاورة للحدود المصطنعة من الاستعمار وترابطها مع كردستان العراق وكردستان تركيا   من حيث اللغة والعادات والتقاليد و صلة القرابة وتحدث عن شرعية المطالبة بالفدرالية للحفاظ على  خصوصية الشعب الكردي في كردستان سورية وتحدث عن الفدرالية كنموذج لدولة العصرية ودورها في تقدم الدول من الناحية الاقتصادية و التنمية وخصوصا في سورية ذات التنوع ألاثني و العرقي وبعد الانتهاء من المحاضرة اغنا الحضور الموضوع بعدة أسئلة منها (كيفية تطبيق الفدرالية – وضع الكرد الساكنين في محافظات أخرى خارج الإقليم )   و بعض المداخلات القيمة حيث أكد احد الحضور تأكيدا على محاضرة الأستاذ بشرعية المطالبة بالفدرالية وضرورة تخلص الكرد من دائرة النقص و أكد على نجاح التجارب الفدرالية في معظم الدول المطبقة له .

نص المحاضرة :

اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم كردستان:
بموجب هذه الاتفاقية المشؤمة عام 1916 قسمت كردستان الى أربعة أجزاء وأصبحت كردستان الجنوبية الغربية ضمن حدود دولة جديدة هي سوريا، وفصل خط الحدود بين السكان الكرد على جانبي الحدود السورية للتركية ،فمنطقة ديريك انقطعت عن منطقة جزيرة بوطان، ومنطقة قامشلو وتربسبي عن منطقة نصيبين، ومنطقة عامودا و درباسية عن منطقة ماردين، وسري كانيي وكركي غزالا (تل أبيض) عن منطقة أورفا وكوباني وجرابلس عن سروج، ومنطقة جبل الأكراد (عفرين)عن منطقة عنتاب ومرعش وكلس شمالاً عن منطقة اسكندرون وأنطاكيا غربا. وفي أقصى الشرق أصبح نهر دجلة حداً فاصلا بين كرد سوريا وتركيا والعراق، وفي الجنوب والجنوب الشرقي فصلت الحدود بين كُرد الجزيرة والموصل وسنجار، ورغم مرور نحو قرن من الزمن على تقطيع أوصال المناطق الكردية ،فإنّ علاقات القرابة والمعرفة لم تمتْ، ويعمل السكان على أحيائها كلما سنحتْ الفرصة ،ومن الجدير أنَّ اللهجات المحلية على جانبي الحدود مازالت متشابهة لتعطي الدليل على الأصل الواحد وعلى التقاليد والفلكلور والتراث والمشاعر والالام والآمال , إنّها فعلاً مأساة إنسانية حلت بالشعب الكردي واستهدف مضطهدوه من ذلك محو هويته القومية وطمس وجوده وأنكار حقوقه.

الانتداب الفرنسي على سوريا:
في عام 1920 خاض السوريون معركة ميسلون وكان وزير الحربية يوسف العظمة الكردي في مقدمة اللذين تصدوا للقوات الفرنسية , وساهم الكرد إلى جانب المكونات الأخرى في النضال من أجل الاستقلال وبرز دورهم في دمشق والغوطة وجبل الزاوية وجبل الكرد وفي عامودا وبياندور , وهذه التضحيات قول على انّ الكرد أصلاءْ على أرضهم التاريخية ويرون أنّ الدفاع عنها واجب مقدس . ففي عام1928 قدم الكرد عريضة إلى المجلس التأسيسي السوري طالبوا فيها بجعل المناطق الكردية تحت حكم مدراء كرد وحق التعلم بلغتهم، وفي هذه الأثناء طبقت فرنسا نظام الدويلات في سوريا:(دولة العلويين، الدروز، حلب، دمشق، جبل لبنان) وجاء في تقرير فرنسي إلى عصبة الامم المتحدة1937 أنّ سكان الجزيرة هم : (32 ألف مسيحي،42 ألف عربي مسلم من البدو قراهم قليلة،و82 ألف كردي قروي)،و في عام 1932 أثار المسيحيون مسألة الحكم الذاتي وأصبحت الجزيرة سنجقا خاصاً تحت الحكم الفرنسي ،لكنَ فرنسا سمحتْ لحكومة عربية داخلية أن تسيطر على كل المناطق عام 1936 , وفي عام 1938 ظهرت حركة من رئيس بلدية قامشلو و حاجو اغا ومحمود مللي تطالب بالحكم الذاتي، وعقدَ الزعماء الكرد مؤتمر الجزيرة لهذا الهدف. وفي عام 1939 ضمُّ لواء اسكندرون إلى تركيا وسيطرت فرنسا على بقية مناطق سوريا بما فيها المناطق الكردية حتى الاستقلال عام 1946


الكرد ومرحلة الاستقلال: في عام 1949 قام حسني الزعيم بانقلاب عسكري وأصبح محسن برازي رئيساً للوزراء وسرعان ما قام أديب الشيشكلي بانقلاب أخر لكن دوره أنتهى عام 1954، وبدأت حملة تطهير ضد الكرد من ناحية الوظائف لاسيما العسكرية وحُربت الثقافة الكردية , وتم أبعاد عبدالباقي نظام الدين من الوزارة وتوفيق نظام الدين من رئاسة الأركان, وكان من الطبيعي أن يدافع الكرد عن وجودهم وتمثل ذلك في ميلاد أول تنظيم كردستاني في 14 حزيران1957 , لكن بمجيء عهد الوحدة السورية المصرية 22 شباط1958 تم صرف المزيد من الكرد من الخدمة لدى الدولة، و في عهد انقلاب حزب البعث 8 أذار 1963 تم انتهاج سياسة تميز عنصري بحق الشعب الكردي في جميع المجالات الإدارية والسياسية وحتى الاقتصادية ،وأصبح مشروع ضابط الأمن السياسي في الجزيرة البعثي محمد طلب هلال حقيقة واقعة ،وجُردَ 120ألف كردي من جنسيتهم وصادرت الدولة أراضي 332 قرية كردية في الجزيرة , وسلمتهم لمستوطنين عرب جيءَ بهم من محافظتي الرقة وحلب وبنت لهم 40 مستوطنة على طول الحدود السورية التركية , وعلى حزام بطول 375 كم وعرض15.5كم, وجرى تعريب أسماء المراكز البشرية والطبيعية الكردية (جبل الكرد، حي الأكراد) واتبعت سياسة التجويع والإفقار والقمع لدفع الشعب الكردي إلى ترك مناطقه التاريخية والتشرد في مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها .لقد أدت هذه السياسة إلى التضييق على فرص العمل والتعليم والمشاريع الاقتصادية واغتصاب الأراضي الزراعية ومنع الكرد من تبوء المناصب الحكومية في الجيش والسلك الدبلوماسي والبرلماني وتم حظر النشاط السياسي للأحزاب الكردية وقمعت الحريات... خلال نصف قرن من الزمن ذاق فيها شعبنا المرارة والبؤس وأصبح غريباً في وطنه التاريخي (كردستان).


الأهمية الاقتصادية لكردستان سورياتزخر المناطق الكردية بالخير والعطاء ،حيث يتوفر فيها البترول والغاز(قره جوخ،السويدية، رميلان،تربسبي)وتهطل فيها كميات مقبولة من الأمطار وتكثر فيها الأنهار مثل:(دجلة،الجراح،جغجغ،الزركان،الخابور،البليخ،الفرات،الساجور،عفرين) وتنتج السهول الخصبة في الجزيرة وكركي غزالا وكوباني الحبوب والبقول والخضار والقطن، وفي جبل الكرد تكثر الأشجار المثمرة لا سيما الزيتون ،وفي عموم المناطق الكردية تربى الدواجن والأغنام والأبقار والنحل، وتتوفر مواد البناء(الرمال-الرخام-الإسمنت)،هذه المناطق جرى خنقها بشكل مقصود لخلق عوامل طاردة للسكان علماً بأنّ أهميتها وموقعها يؤهلها لكي تصبح مزدهرة ومتطورة


الآثار السلبية لسياسة الاضطهاد والتهميش:
الظلم والعدوان على شعبنا الكردي وعلى مدى أكثر من نصف قرن دفع بأعداد كبيرة من الافراد والعوائل إلى ترك مناطقهم والبحث عن سبل المعيشة وفرص العمل فمن الجزيرة أتجه الكرد إلى دمشق وحلب وسائر المحافظات السورية، ومن كركي غزالا(تل أبيض)وكوباني وجرابلس وأعزاز قصدوا نفس المدن – مدن الداخل السوري- لكنهم أيضاً قصدوا المناطق القريبة مثل الرقة والطبقة ومنج والباب ،أمّا سكان جبل الكرد فاتجهوا إلى حلب بأعداد كبيرة وكذلك إلى دمشق والرقة من عموم المناطق الكردية وتمكن عدد كبير من الوصول إلى قارات العالم الخارجي وخاصة أوربا. فالكرد في مناطقهم التاريخية (الجزيرة،كركي غزالا،كوباني،جبل الكرد) وبعض المهاجرين إلى الداخل السوري يتحدثون بلغتهم الأم ,ويقدر عددهم بحوالي 4 ملايين نسمة،أ مّا الكرد المقيمون في بقية أنحاء سوريا وعددهم يزيد عن 4 ملايين نسمة فهم مبعثرون في معظم المحافظات فقد نسوا لغتهم , ففي جبل الأكراد(قسم من جبال العلويين) –محافظة اللاذقية- يعيش الكرد في 36 قرية أهمها سلمى، وفي ادلب وما حولها وتل كلخ من محافظة حمص ومدينة حماة وريفها (حيث هناك حتى الان قرى يتحدث سكانها بالكردية كقرية صادا ) , وفي منبج والباب التي توجد شمالها 27 قرية كردية أهمها قباسين , وفي منطقة السفيرة شرق حلب هناك عدة مراكز بشرية كردية أهمها بلدة تل عرن وقرية تل حاصل القريبة من جبل الاحص, وفي ناحية تل رفعت من منطقة أعزاز هناك العديد من القرى الكردية , وفي دمشق ريفاً ومدينةً ولاسيما في حي الأكراد (ركن الدين )والصالحية وزورافا ,وغيرها في حوران خاصةً في مدينة درعا وقرى أخرى من حوران والجولان وهناك اعداد قليلة في حمص ودير الزور , وفي الاعوام الأخيرة ونتيجة استمرار سياسة الاضطهاد بات الكرد عُمالاً في مجالات كثيرة مثل البناء و الخدمات( المطاعم ,الفنادق ,المزارع، المداجن، المعامل، المنشئات) في سائر أنحاء البلاد. هذه السياسة الظالمة أضرت كثيراً بشعبنا, لكن يمكننا القول أنّها كشفت عن صلابتهِ وقوة أرادته فقد أصبح متمسكاً أكثر بحقوقهِ القومية , ورغم الفقر والحصار تابعَ عدد كبير من الشباب والشابات تحصيلهم العلمي داخل سوريا , وخارجها كما أتَّقن عدد كبير مزاولة المهن اليدوية والصناعية والتجارية


الحل الفدرالي ضمان لمستقبل زاهر لسوريا: نلاحظ أنّ الدولة الراقية المتطورة الأكثر استقراراً في العالم هي التي تتبنى النظام الاتحادي(الفدرالي) فقد حدث حروب أهلية في أمريكا وداخل القارة الأوربية ,وكان عدد الضحايا بعشرات الملايين من البشر, و رأى المفكرون والخبراء أنّ الاعتراف بحقوق جميع الشعوب والمكونات وتطبيق ذلك على الأرض أنّما يوفر للجميع العيش بسلام ويضمن التطور والازدهار في جميع المجالات , وهكذا حصلت الشعوب على كياناتها السياسية المستقبلية ولجأت الكثير منها إلى تبني الحل الفدرالي , ونجحت في ذلك كثيراً والأمثلة كثيرة ( الولايات المتحدة الأمريكية - المانيا الاتحادية- سويسرا- الأمارات العربية المتحدة ومؤخراً في العراق ) وتطالب أقاليم ليبية أيضاً الآن بهذا الحل لأنّهُ يلبي طموحات السكان في كل اقليم ويحقق الاتحاد ويساهم في إزالة التوترإنَّ سوريا بلد متعدد القوميات والطوائف والتوزع الجغرافي لهذهِ المكونات عامل مساعد لتسهيل وتطبيق الفدرالية , فالعلويون يعيشون في المحافظات الساحلية , والدروز في محافظة السويداء , والكرد يقيمون على أراضيهم التاريخية في شمال وشمال شرقي سوريا في محافظات حلب، الرقة و الحسكة، ويقيم المسيحيون الأشور والسريان والكلدان في الجزيرة .لقد مر أكثر من 66 عاماً على استقلال سوريا دون أن تقوم الأنظمة الحاكمة بتبني أيَّ حل لقضايا البلاد وخاصةً القضية الكردية, لا بل حاولت بشتى الوسائل صهر الكُرد ومحو جهودهم واذلالهم ليكونوا خدماً وعبيداً لدى المستبدين، وما دام الأمر كذلك فإنّ من حق الشعب الكردي اللجوء إلى القوانين والعهود الدولية والشرائع السماوية التي تعطيه حق تقرير المصير أسوة بسائر شعوب العالم، ولقد أصاب المجلس الوطني الكردي الهدف عندما تبنى في مؤتمره حق تقرير المصير واللامركزية السياسية في إطار وحدة البلاد , لاسيما وأنّ سوريا تشهد ثورة شاملة ضد الاستبداد والطغيان ، ويشكل الكرد جزأً اساسياً منها , ومن حق الكرد أن يطرحوا قضيتهم كقضية وطنية تتطلب حلاً جزرياً ينهي الظلم والتمييز ، ولا شك أنّ الحل الفدرالي هو الأمثل لضمان الاستقرار وتوفير مستلزمات البناء والتنمية


الواقع السكاني في كوردستان سوريا: يشكل الكرد الغالبية في مناطقهم، فمنطقة ديريك تتبعها ناحية جل اغا (الجوادية) وتل كوجر(اليعربية) ،فمدينة ديريك المعروفة بديركا حمكو سكانها كرد مع وجود أقلية مسيحية(سريان-كلدان) وهكذا سكان الريف من الكرد, وناحية( جل اغا) سكانها كرد وخاصة من جهة الشمال مع وجود عربي في الجنوب .أمّا تل كوجر المعروفة تاريخياً بأنها أحدى المراكز البشرية لكوجر الميران الكرد , فقد أصبح الوجود الكردي فيها قليلاً لأنّ قبيلة الشمر العربية قدمت إليها من العراق في القرن الماضي ،وفي منطقة قامشلو التي تتبعها نواحي تربسبي (القحطانية) وتل حميس وعامودا ،فتربسبي بلدة كردية مع ريفها من معظم الجهات مع وجود قرى عربية في جنوب شرقها , وناحية تل حميس ذات غالبية عربية مع وجود قرى كردية كثيرة بعضها كبيرة مثل تل معروف، وهذه المنطقة وغيرها في الجهات الجنوبية من الجزيرة العليا كانت حتى أوائل القرن الماضي عبارة عن مراعي للريف الكردي الشمالي وقد أقدمت الحكومة السورية على توزيع سهول جنوب الرد على العرب البدو في أواسط القرن العشرين، أمّا مدينة قامشلو فهي مدينة كبيرة يقارب عدد سكانها بنصف مليون نسمة ويشكل الكرد الأكثرية فيها مع وجود مسيحي ملحوظ(سرياني، أشوري، كلداني ،أرمني) وفي السنوات الأخيرة ازدادت نسبة العرب الذين قدموا من الجنوب وسكنوا حارة الطي، والريف المحيط بقامشلو هو كردي بجميع الجهات مع وجود عربي في الجهة الجنوبية .أمّا ناحية عامودا فهي مع ريفها كردية وفي منطقة سري كانيه التي تحتوي أثار عظيمة ترجع إلى الحضارات الكردية وخاصة الميتانية قبل الميلاد، رغم طابعها الكردي فأنّها تضم بعض العشائر العربية وأقلية شيشانية، أمّا مدينة الدرباسية فهي كردية مع ريفها مع وجود عربي عشائري ،و مدينة الحسكة تعود تاريخياً إلى الكرد فهي تقع بين جبل سنجار شرقاً وجبل عبدالعزيز غرباً , ويشكل الكرد فيها الأغلبية مع وجود كتلتين كبيرتين من المسيحين(أشور-سريان-كلدان) ومن العرب الذين قدم معظمهم من الجنوب ومن دير الزور (حي غويران), أمّا النواحي الجنوبية وهي: العريشة –الشدادة –مركدة، فهي تضم سكان من العرب البدو استقروا حول مجرى نهر الخابور , أمّا ناحية الهول وبحيرة الخاتونية فهي تاريخياً مجاورة لجبل سنجار وكردية ويعيش فيها حالياً العرب والخاتونيين، وناحية تل براك(بئر الحلو) يمر منها نهر جغجغ وتكثر فيها التلال الأثرية العائدة إلى الحضارة الكردية ورغم وجود نسبة كبيرة من العشائر العربية ألّا أنّها تضم في الجهات الشمالية قرى كردية كثيرة ، وفي شمال غرب الحسكة تقع ناحية تل تمر التي يعيش فيها الكرد والاشوريون والعرب وريفها كردي مع وجود قرى أشورية حول نهر الخابور وهؤلاء قدموا الى سوريا زمن الانتداب الفرنسي عام 1933عندما حصلت مشاكل بينهم وبين سلطات الانتداب الانكليزي في العراق.من الجدير بالذكر ان هناك 40 تجمعا استيطانياّ عربياً في الشريط الشمال لمحافظة الحسكة جلبتهم سلطات البعث في القرن الماضي (1973ـ- 1974) من محافظتي الرقة وحلب وسلمتهم اراضي 332 قرية كردية بهدف تهجير الكرد وتعريب مناطقهم , وهؤلاء ازدادت خشيتهم من اعادتهم الى مناطقهم الاصلية بعد الانتفاضة الكردية عام 2004 ,لذلك يقومون باستثمار أموالهم في مناطقهم السابقة ويقيمون المباني والمشاريع هناك , وبمجرد اسقاط النظام ينبغي العمل على أعادتهم إلى مناطقهم، و إذا كان الوجود الكردي يتضاءل في جنوب ناحية تل حميس وتل براك ،فأنه ليس كذلك في جنوب نواحي عامودا والدرباسية فهو متواصل حتى مشارف مدينة الحسكة ولا بدَّ أن اشير هنا إلى وجود قبر إبراهيم باشا الملي في قرية صفيا الواقعة شمال الحسكة بنحو 15 كم . أما في الغرب من سري كانيي توجد قرى عربية ،ثم نجد مدينة كركي غزالا(تل أبيض) التي تعرض سكانها الكرد إلى الاضطهاد عندما كانت السطات تعمل على تعريبها فكان يمنع على الكردي تسجيل منزله باسمه فيضطر إلى تسجيله باسم شخص عربي مما جعل عدد العرب يزداد على حساب السكان الأصلين, ومع ذلك فإنّ الكرد يشكلون حوالي 40% من سكان المدينة , كما توجد 82 قرية كردية في الغرب والجنوب، وقد قامت سلطات البعث بمصادرة أراضي الكثير من القرى الكردية وسلمتها لمواطنين عرب ،وفي منطقة كوباني الكردية نجد أنّ المدينة كردية صرفة وكذلك ريفها من جميع الجهات فهناك نحو 420 قرية كردية، وفي أقصى جنوب هذه المنطقة وإلى الغرب من نهر الفرات باتَ الوجود الكردي قليلاً كما في منطقة جرابلس الحدودية وناحيتها الغندورة ويظهر وجود العرب والتركمان، وهذا نشهده في منطقة أعزاز أيضاً، حيث أنّ الكثير من الكرد نزحوا نحو الجنوب ويسكنون في منطقتي منبج والباب وفي منطقة السفيرة شرق حلب , كما أصبحت حلب نفسها تضم أعداداً هائلة من الكرد ولهم أحياء خاصة بهم , وكل حي بمثابة مدينة مثل الشيخ مقصود والأشرفية وغيرهما. أمّا منطقة جبل الكرد(عفرين)فهي كردية خالصة بنواحيها :شران- بلبل- راجو- شيخ الحديد- جنديرس


جغرافية اقليم كردستان: المناطق التاريخية الكردية مقطعة الأوصال من الناحية الإدارية ،فمنطقة عفرين وكوباني تابعتان لمحافظة حلب ومنطقة كركي غزالا تابعة لمحافظة الرقة، ومناطق ديريك، قامشلو، سري كانيي، الحسكة تابعة لمحافظة الحسكة(الجزيرة) ولتشكيل اقليم فدرالي موحد للشعب الكردي ، لابدّ من أعادة النظر في التقسيمات الإدارية الراهنة وجعل هذه المناطق الكردية ضمن حدود ادارية خاصة بها. أنّ الحدود الشمالية لهذا الإقليم واضحة لأنّها تشكل خط الحدود السورية مع تركيا ،بدءاً من قرية عين ديوار قرب نهر دجلة شرقاً ومروراً بمدن قامشلو وشمال عامودا ودرباسية وسري كانيي وكركي غزالا وكوباني وجرابلس وشمال بلدة بلبل في جبل الكرد وغرب بلدة راجو وشيخ الحديد وجنديرس . أمّا الحدود الشرقية فتسير مع مجرى نهر دجلة معظمها مع تركيا ،ومسافة قصيرة مع اقليم كردستان العراق وفي هذه المنطقة تتجه الحدود الجنوبية مع العراق نحو الجنوب الغربي بخط مستقيم حيث نجد بلدة تل كوجر الحدودية التي يتجه طريق دولي منها إلى الموصل , وفي أقصى جنوب منطقة قامشلو يقع جبل سنجار (كردستان العراق) حيث تتجه الحدود غرباً إلى مركز ناحية الهول باتجاه شمال شرق الحسكة حيث جبل كوكب البركاني المعروف بكوكبي ملان نسبة إلى عشيرة ملان الكردية , ثم مدينة الحسكة حيث التقاء نهر جغجغ القادم من مدينة قامشلو بنهر الخابور , وغرباً يمتد جبل عبد العزيز على بعد نحو 15 كم من الحسكة حيث نجد قلعة سكرة الأيوبية, وفي غربها نجد أعلى قمة ترتفع إلى 920 متر ويبلغ طول هذا الجبل من الشرق إلى الغرب نحو 70 كم ومن الشمال إلى الجنوب ما بين 10 إلى ما يزيد عن 30 كم وجدير بالذكر أنّ عبد العزيز من أصل كردي ، ثمّ تتجه الحدود غرباً عبر مرتفعات بسيطة تسمى طوال العبا و باتجاه الطريق الدولي المتجه إلى حلب ، حيث موقعة الكنطري ثم عين عيسى التي يسكن فيها نسبة هامة من الكرد ، وتسير الحدود مع الطريق الدولي حتى جسر قره قوزات على نهر الفرات وهناك ندخل في منطقة المنبج التي يكثر فيها الوجود العربي ويقل عدد الكرد , ومع نهر الساجور وجنوب منطقة جرابلس تسير حدود الاقليم لتضيق قرب أعزاز متقربة من الحدود التركية ,وتبلغ المسافة بين نهر الفرات وبداية حدو منطقة عفرين حوال 100 كم حيث الكثافة الكردية قليلة في هذه المناطق , وإلى الغرب من أعزاز وبالقرب من بلدة كفر جنة التابعة لجبل الكرد تتجه الحدود إلى الجنوب وهي تحاذي طريق حلب – عفرين من الغرب، حيث ناحيتا تل رفعت ونبل من منطقة أعزاز وبطول حوالي 30 كم ، ثمّ تتجه الحدود غرباً وشمال غرب لتجاور ناحية حريتان ودارة عزة التابعتان لحلب ، وفي جنوب منطقة عفرين تقع قلعة سمعان بين ناحية دارة عزة وحدود منطقة عفرين ، ثمّ تجاور الحدود ناحية الدانا من محافظة ادلب ثمّ تتجه إلى الجنوب الغربي من ناحية جنديرس حيث تبدأ الحدود مع لواء اسكندرون على بعد نحو 7 كم من البلدة , ويبلغ طول حدود منطقة عفرين مع لواء اسكندرون غرباً نحو 50 كم ، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ جبل الكرد يرتفع قرب بلدة بلبل إلى (1201).


مصير المكونات الأخرى في الاقليم الفدرالي: الشعب الكردي الذي عانى من الاضطهاد والتهميش ، ودفع ثمناً غالياً خلال نضاله الطويل، سوف لن يدخر جهداً من أجل أن يعيش الجميع في اقليمهم بسلام وكرامة ، والأخوة المسيحيون من الأشور والسريان والكلدان والأرمن لهم خصوصية قوية ينبغي أن تحترم , ويتمتعوا بحقوقهم القومية الكاملة في أماكن وجودهم بالإضافة إلى حقوقهم الدينية , ومن حقهم المشاركة في إدارة الاقليم الفدرالي على قدم المساواة مع الكرد وحسب نسبتهم دون أي مساس بها ولأي سبب كان، وهذا ينطبق على الأخوة العرب والتركمان والشيشان


مصير الكرد خارج الاقليم الفدرالي: ينبغي أن يتمتع هؤلاء بحقوق المواطنة الكاملة ويشاركوا في إدارة البلاد دون أي تمييز وأن يحظوا بحقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، أمّا أكراد الإقليم الفدرالي فينبغي أن يديروا شؤونهم الثقافية والقضائية والتنفيذية بأنفسهم إلى جانب القوميات الأخرى , ويشاركوا حسب نسبهم في مؤسسات وهيئات الحكومة الاتحادية لا سيما مجلس الوزراء والبرلمان والجيش والسلك الدبلوماسي .


كلمة أخيرة: شعبنا الكردي كان يبحث بمرارة عن حل لقضيته وقد قدم تضحيات جسام عبر تاريخ سوريا وعانى الحرمان والفقر والتشرد ، والآن جاءت الفرصة التاريخية التي كان ينتظرها واستجاب الله لصرفات واهات المعذبين حيث ألهمهم أن يخرجوا عن همتهم ويجهروا بالحق ويقفوا في وجه أشرس نظام عرفته البشرية – سوريا بكل مكوناتها ثائرة ، والكرد في المقدمة حيث يجدون أمالهم التاريخية في اسقاط النظام ونجاح الثورة .... وإذا كان النظام لأسباب تكتيكية لم يهاجم بألته الحربية المناطق الكردية ، فقد خبرهُ شعبنا عن قرب وذاق الويلات على يده ، وعلينا أن نسير قدماً وبقوة وثبات في ورتنا مهما كانت التضحيات ، حيث العيش بكرامة هو المبتغى ... كما علينا أن نصر على تشخيص حقوقنا ولا نخشى في الحق لومة لائم . كفى منطقتنا التخلف والصراعات العقيمة وحان الوقت لحل كافة القضايا والتفرغ للتمتع بحياة حرة كريمة في دولة مدنية ديمقراطية لكل مكوناتها .


751.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات