البارتي :انتفاضة قامشلو .. شرارة تحدي الاستبداد
بهذه المناسبة المباركة نهيب بأبناء شعبنا الكوردي والسوري عموما أن يأخذ إحيائه لها طابعا نضاليا سلميا يرفد الثورة السلمية في عموم سوريا ،بما تشكل من أنعطافة تاريخية
في الثاني عشر من آذار الجاري تكون
الانتفاضة الباسلة لشعبنا الكوردي في غرب كوردستان التي انطلقت من قامشلو مدينة التآخي والسلام قد
دخلت عامها الثامن ،وسوريا برمتها تعيش الثورة الشعبية التي رفعت شعار الحرية
والكرامة بنهج سلمي لا غبار عليه ،متحدية أشد دكتاتورات العصر قمعا وفتكا وتنكيلا
بشعبها،بصدور عارية وأمعاء خاوية ، لتعيد إلى الأذهان ما رفعته الانتفاضة الكوردية
التي هزت أركان النظام ،
في الثاني عشر من آذار عام 2004من
شعارات وأهداف لعل أبرزها الإنعتاق من نير الاضطهاد الملازم للنظام الاستبدادي
الذي تحكم بمصير الشعب السوري ومستقبله متجاهلا كل الأعراف والقوانين الدولية
وشرعة حقوق الإنسان في التعامل مع الشعب السوري ..جراء الهمجية التي واجه بها
الانتفاضة السلمية لشعبنا الكوردي وراح ضحيتها العشرات من الشهداء ومئات الجرحى
وآلاف المعتقلين،من أبناء الشعب الكوردي في عموم مناطق تواجد الكورد من ديرك إلى
زورافا في ريف دمشق مرورا بكوباني و عفرين وحلب، وهو الأمر الذي زاد من الإصرار
على تحدي الطغيان البعثي وتوثيق عرى الوحدة الوطنية القائمة على مبدأ العدالة
الاجتماعية بين مختلف مكونات المجتمع
السوري، وحطم جدار الخوف لأول مرة منذ الاغتصاب البعثي للسلطة في سوريا ، مما شكل
اللبنة الأساسية لانطلاقة الثورة الشعبية في
عموم سوريا ، الثورة التي باتت تشكل المظلة المشتركة لكافة مكونات الشعب السوري
الذي قال كلمته منذ اليوم الأول للثورة بأنه شعب واحد لم يعد يقبل بالخنوع
والذل وهدر الكرامة والحقوق ، شعب من حقه
العيش بحرية وكرامة ،بعيدا عن القمع والتنكيل وإرهاب الدولة المنظم والقبضة
الأمنية متعددة الأجهزة .
إن إرادة الثاني عشر من آذار لا تزال متقدة في نفوس شعبنا الكوردي على
امتداد تواجده ، وهي كانت وستبقى الحافز لنا على استمرارية النضال التحرري والخلاص
من نير الاستبداد التسلطي لأية جهة تحاول النيل من كرامته ، من هنا جاءت المشاركة
الكوردية الفاعلة والمؤثرة في الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقتها ،لتؤكد
أن الكورد شعب حي يقظ الضمير ،مصمم على المشاركة الجادة في بناء سوريا المستقبل
عبر ثورته السلمية التي اعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ منها ومن أهدافها .في تحد صارخ
لكل المحاولات الدنيئة التي تهدف لتحييده عن مسار النضال الثوري ودفعه باتجاه
النعرات العرقية الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعب السوري ،لجعلها مطية في
استمرارية تحكمه وهيمنته على مقدرات البلد وأبنائه .
اننا وبهذه المناسبة المباركة نهيب
بأبناء شعبنا الكوردي والسوري عموما أن يأخذ
إحيائه لها طابعا نضاليا سلميا يرفد الثورة السلمية في عموم سوريا ،بما
تشكل من أنعطافة تاريخية في مسيرة نضال الشعب السوري برمته في وجه الدكتاتورية .
عاشت انتفاضة قامشلو المباركة والمجد والخلود لشهدائها.
عاشت الثورة السورية والمجد والخلود لشهدائها
الخزي والموت لقتلة الشعوب .
قامشلو ؛ 11/3 /2012
المكتب
السياسي
البارتي الديمقراطي الكوردي ــ ســوريا
،