أن خدش الثورة ببعض العنف لاينفي عنها ماهيتها ولكي نرتقي بها لابد أن نكون حريصين على السلم الأهلي أحد أهم مركزات العمل المدني ونعمل بجدية على اخذ زمام المبادرة وتشكيل بدائل مدنية
حماية السلم الأهلي ضرورة لحماية الثورة الذي صنعته ثورة سوريا السلمية في سنة يبدو أقربَ إلى الخيال. قد يراه
كثيرون من الأمور العادية ، لكنها نظرة غير مُنصفة، إن شئتم الإنصاف فعودوا إلى
الوراء وانظروا بعين الخيال إلى شعب عاش تحت الاستبداد وفي جو الاستعباد نصف قرن.
هل تذكرون يوم كان السوري يخشى من ظله ولا يتجرأ أن ينتقد قطة ابن مسؤول صغير
خوفاً من سوء المصير، وانظروا إلى ذلك السوري نفسه كيف يهتف اليوم بأعلى صوته
مطالباً بإسقاط النظام !
والآن
ونحن نكاد نلج عامها الأول لابد أن نعي أن ماهية الثورة ماتزال سلمية وإن أخذت تخدش من هنا وهناك , ولابد من الدفاع
حتى النهاية عن شعارها الأساسي الذي أطلقتها
حناجر الشباب ...الحرية والكرامة
أن خدش
الثورة ببعض العنف لاينفي عنها ماهيتها ولكي نرتقي بها لابد أن نكون حريصين على السلم الأهلي أحد أهم مركزات العمل المدني ونعمل
بجدية على اخذ زمام المبادرة وتشكيل بدائل مدنية عن سلطات الاستبداد
ويتابع
السوريون بقلق ما يجري في حمص على سبيل المثال من أحداث عنف وما نتج عنه من نزوح
لعائلات على أساس طائفي وتردهم أنباء عن عمليات تصفية تتم على أساس طائفي وباتوا
يتداولون مصطلحات (سني، علوي، مسيحي، مسلم...). لم تكن موجودة ليس لان الأمر
لايعنيهم بل لان القمع كم أفواههم ولان الحرية كانت غائبة وان النار كانت تشتعل
تحت الرماد
وفي هذا
الجو المشحون يخشى أبناء المدن السورية التي لم تشهد أحداث عنف رغم الحراك الشعبي
الواسع والمنظم الذي تعيشه, مثل مدينة قامشلو المتعددة القوميات والطوائف أن تنتقل
عدوى الاقتتال إليهم. ما دفعهم إلى التحرك جدياً لتلافي الوقوع في مستنقع الاقتتال
الطائفي كضربة استباقية تحمي السلم الأهلي الذي عاشته المدينة الحدودية مع تركيا
والعراق عبر التاريخ.
من هنا
تحركت قوى سياسية وجمعيات أهلية من مختلف مكونات المدينة لتخرج بوثيقة شرف تؤكد على حماية السلم الأهلي
وفي هذا
الإطار أجرى المكتب الإعلامي لائتلاف شباب سوا الداعم الرئيسي للحراك الشعبي
المناهض للنظام في مدينة القامشلي استطلاعاً لآراء بعض القوى السياسية الفاعلة على
الأرض حول رؤيتهم للسلم الأهلي والخطوات الواجب اتخاذها لحمايته.
-
كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة
الآثورية الديمقراطية "عمل النظام السوري المستبد على خلط الأوراق وتعكير
الأجواء وإقامة حواجز بين مكونات المجتمع وعزلها عن بعضها البعض غير أن وعي الناس
والنخب والقوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع يحول غالباً دون نجاح هذه
المخططات وبالفعل تم إحباط الكثير من المحاولات في هذا المجال".
وحول الخطوات للتدخل في أي مشكلة ذات صبغة طائفية قال
موشي إن" المنظمة الآثورية الديمقراطية انطلاقا من توجهاتها العلمانية تسعى
بكل قواها لتجنيب المجتمع أي توترات ذات صبغة طائفية وإن حصل فإنها لن تتخلى عن
مسؤولياتها، ومن جهة أخرى ستقوم قريباً بإطلاق مبادرة مشتركة وجامعة بالتشاور والتوافق
مع كافة القوى العربية والكوردية والآشورية والسريانية تكون بمثابة ميثاق شرف
للحفاظ على السلم الأهلي".
واتفق معه المحامي والناشط حسن العلي الطائي أحد مشايخ
قبيلة طي العربية قائلاً "عملنا على قضية السلم الأهلي منذ انتفاضة القامشلي
عام 2004 حيث قمنا نحن مجموعة من العرب والأكراد بنشر الوعي والثقافة لردع أي فتنة
طائفية تحت عنوان الوطن للجميع وأصبحت جهودنا أرضية مهيئة لإبعاد شبح الفتنة في
الثورة السورية حالياً".
وأضاف "نحن كعشائر الطي في القامشلي مجهزين
ميدانياً تماماً لردع أي فتنة وقابلنا الكثير من شيوخ العشائر وهم على أهبة
الاستعداد".
وقال جميل العمر(أبوعادل) الناطق الرسمي في المكتب
التنفيذي في اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية السورية "ليس لدينا أي تخوف
حيال الفتنة الطائفية نتيجة الوعي الكبير الذي تتحلى به مكونات المجتمع في
القامشلي".
وأضاف الناشط السياسي أبو عادل "قمنا مؤخراً نحن
الكورد وعدد كبير من شيوخ العرب والمنظمة الآثورية الديمقراطية في محافظة الحسكة
بتوقيع وثيقة شرف على ضريح عميد الشهداء مشعل التمو عاهدنا فيها أنفسنا أن نحفظ
هذه الدماء ونقطع أوصال جميع الأيادي التي تحاول المساس بها".
وأوضح "قمنا بوضع الخطط لتشكيل وتعزيز لجان السلم
الأهلي لإملاء الفراغ الذي سيحدث بعد سقوط النظام".
وأكدت المبادرة الشعبية لحماية السلم الأهلي (أبناء
القامشلي) أنها انطلقت بهدف تنسيق جهود الكثير من الشباب الذين يشغلهم موضوع السلم
الأهلي، ومن خلال عملها على الأرض وجدت تعاوناَ كبيراً من الأحزاب السياسية
والجمعيات الأهلية والنشطاء.
وقال المكتب الإعلامي في المبادرة "إنه ساهم في حل
عدد من الحوادث الفردية بالتنسيق مع أصدقاء المبادرة من أحزاب وجمعيات بعد أن
حاولت أطراف كثيرة أن تضفي عليها صبغة طائفية".
ومع أن الجو العام في المدينة لا ينبئ بحدوث ما يعكر صفو
الهدوء الذي تعيشه القامشلي على مدى عام هو عمر الثورة السورية فإن الجهود التي
تبذل في هذا المجال متواصلة وفي كل يوم يتم الإعلان عن خطوة في هذا السياق.